مجلة عالم المعرفة : ما هو الشي الموجود في أجسادنا ولايوجد في جسد سيدنا ادم عليه السلام ؟

ما هو الشي الموجود في أجسادنا ولايوجد في جسد سيدنا ادم عليه السلام ؟

 في بداية الخلق أكمل: الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء، أوّل بلا بداية، ولكن أين كان الله؟


ذكر في حديث عن ‌أَبِي رَزِينٍ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَكْرَهُ أَنْ يُسْأَلَ، فَإِذَا سَأَلَهُ أَبُو رَزِينٍ أَعْجَبَهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟ قَالَ: «كَانَ فِي عَمَاءٍ، مَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ وَمَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ، ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ عَلَى الْمَاءِ».


حل سؤال ما هو الشيء الموجود في أجسامنا وغير موجود بادم ، 


لقد أسكن الله آدم و زوجته حواء الجنة مما أشعل نار الحقد في إبليس فوسوس لهما و أزلهما ، و جعلهما يأكلان من الشجرة التى نهى الله عن الأكل منها ، مما تسبب بطردهما من الجنة و إنزالهم إلى الأرض ، و من هنا بدأت سلالة آدم بالظهور و التكاثر .


الاجابة هي : السرة , و ذلك لأن أبونا آدم لم يولد من بطن أم حيث خلقه الله من طين .




اول مخلوقات الله


العرشُ أول شيءٍ خلقه الله سبحانه وتعالى، خلقه على الماء، ثم خلق القلم، فعن عبادةُ بنُ الصَّامِتِ رضِيَ اللهُ عنه قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ ﷺ يَقولُ: «إنَّ أوَّلَ ما خَلَقَ اللهُ القَلَمُ -وهو أداةُ الكتابةِ للمَقاديرِ الَّتي يأمُرُه اللهُ بِها – فقال له:


اكْتُبْ، قال: ربِّ وماذا أَكْتُبُ؟ قال: اكْتُبْ مَقاديرَ كُلِّ شيءٍ حتَّى تَقومَ السَّاعةُ، وخلق له اللوح المحفوظ، فكتب ما هو كائن إلى قيام الساعة، وكتب مقادير الخلائق، ثم خلق الملائكة والسماوات والأرض، ثم خلق بقية المخلوقات».





خلق الجن


خلق الله الجن وأسكنهم الأرض، ولك أن تعرف أخي القارئ أنّ الفرق بين الملائكة والجن هو: أنّ الملائكة مخلوقات لا تعصي الله ما أمرها وليس لهم حرية الاختيار، أما الجن فهم مكلّفون ولهم حرّية الاختيار.

ومن أعظم الجن إبليس ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ﴾، كان مطيعًا لله، فأكرمه الله ورفعه إلى السماء، أما الجنّ فسكنوا على الأرض وأفسدوها وسفكوا الدماء بينهم، فأراد الله إنهاء الفساد؛ فأنزل الملائكة فطردوهم إلى جزر البحار، وهذا موطنهم الآن كما تشير الروايات وبقيت الأرض في سلام، وهذه البداية مهمة لأنها ستفسر كثيرًا من آيات القرآن الكريم.

خلق ادم عليه السلام


الهدف من خلق آدم نقرأه جليًا في قول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ فعبادة الله هي الهدف الأسمى من خلق البشر


لماذا خلق الله البشر؟


ربما يسأل سائل: ما الفائدة المرجوة من عبادتنا لله؟! والله سبحانه وتعالى لا يحتاجنا ولا يحتاج  عبادتنا، إذًا ما المقصود من عبادتنا؟


والجواب: إنَّ الله عز وجل يحبّ أنْ تظهر أسماؤه الحسنى، يحبّ أنْ يظهر كرمه ورحمته، جبروته وقوته وحلمه، وكيف تظهر أسماء الله الحسنى دون مخلوقات؟ فخلق الخلق لتظهر أسماؤه.


سجود الملائكة لآدم عليه السلام


أخبر الله ملائكته بإرادته أنه يريد أنْ يجعل خليفة في الأرض، ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ فكان جواب الملائكة ﴿قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾، يا رب تريد أن تخلق من يفسد كما فعلت الجن سابقًا؟


والسؤال الآن: هل هذا اعتراض من الملائكة على إرادة رب العالمين؟


والجواب: حاشاهم أن يعترضوا على أمره سبحانه وتعالى، ولكنهم سألوا الله لسببين:


أنهم عاينوا سابقًا ما فعل الجن في الأرض من الإفساد العظيم.

خوفهم من قبيل الاستفهام حول تقديسهم لله، هل قصروا في التسبيح والتحميد فأراد الله استبدالهم؟ فأجابهم الله بقوله ﴿أعلم مالا تعلمون﴾ سيكون هذا المخلوق مختلف عن الجن، أما عن تقديسكم لي وتسبيحكم فأعرفه، لكني أخلق لهدف آخر.

ثم إن الله عزوجل قال للملائكة ولإبليس سأنفخ فيه الروح ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ﴾، طبعًا كان الأمر للملائكة وأيضًا أمرٌ مخصوص لإبليس بالسجود عند نفخ الروح ﴿قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ﴾ ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ﴾.


فأصبح الملائكة يتهامسون فيما بينهم: (فليخلق الله ما أراد أن يخلق، فلن يخلق خلقًا إلا كنا أكرم عند الله منهم وأعلم).


كيف خلق الله آدم عليه السلام


لما أراد الله خلق آدم أرسل الملائكة إلى الأرض، فقبضوا قبضة من كل أرجاء الأرض، كما في الحديث: «إنَّ اللَّهَ خلقَ آدمَ مِن قبضةٍ قبضَها مِن جميعِ الأرضِ، فجاءَ بنو آدمَ على قدرِ الأرضِ، فجاءَ منُهمُ الأحمرُ والأبيضُ والأسودُ وبينَ ذلِك والسَّهلُ والحَزْنُ والخبيثُ والطِّيبُ».

من أجل هذا كان التنوع في ألوان البشر والاختلاف في طبائعهم، فكما أنّ الأرض فيها الطيب وفيها الخبيث، فيها السهل وفيها الصعب، كذلك البشر فيهم الطيب وفيهم الخبيث، منهم السهل ومنهم الصعب، منهم الكريم ومنهم اللئيم، بحسب اختلاف طبيعة الأرض التي خلقوا منها.

ابتدأ تشريف البشر بخلق الله آدم بيده، يقول الله تعالى: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾، فكرم اللهُ الإنسان ورفع منزلته وقدره، وفيه لطيفة: (بأنك يا ابن آدم مخلوق بيدي، فأكرم نفسك باتباع أوامري)، وخلفه على أحسن صورة:

بدأ من تراب، بُلِّل فأصبح طينًا، ثم بُلِّل فأصبح طينًا لازبًا متلاصق، ثم تُرِك هذا الطين حتى جفّ فصار صلصال، ثم ترك فترة طويلة ما يقارب 40 يوم كما يقول ابن عباس رضي الله عنه، ثم نفخت فيه الروح.

طول آدم عليه السلام


جعل الملائكة ينظرون إلى هذا التمثال العجيب، وكان كبيرًا (60)ذراعًا في السماء، والذراع: هو نصف متر تقريبًا يعني ثلاثون مترًا.


تعجبت الملائكة من هذا المخلوق العجيب، فهم لم يرو مثله من قبل، وكان ممن فزع منه، بل كان شديد الفزع إبليس، فأخذ يطوف حول تمثال آدم ويرفسه برجله ويضربه، ويقول: (لأمر ما خُلقت)، ثم دخل في جوفه وخرج منه وقال للملائكة: لا تخافوا هذا أجوف، دخل من فمه وخرج من دبره وقال: هذا أجوف، هذا خلق لا يتماسك ضعيف.


بداية الصراع بين إبليس والبشر


أول خطيئة من إبليس


كان إبليس يرى نفسه من أفضل المخلوقات؛ لأنه أعطي حرية الاختيار فأطاع الله، فكيف يخلق الله خلقًا ويعطيه حرية الاختيار، وقد يكون أفضل منه، وقد يكون هذا المخلوق هو الحاكم عليه فاغتاظ منه.

فالله خلقه بيديه ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾، ويريد أن يجعله خليفة في الأرض ويعمرها، وقال للملائكة قولة تدل على حسده لآدم على مكانته: (لئن سلطت عليه لأهلكنه، ولئن سلط علي لأعصينه)، إذًا بدأت عداوة إبليس لآدم قبل نفخ الروح، حسدًا لمكانة آدم العظيمة.

سجود الملائكة لآدم عليه السلام – السجود العظيم


هو من أعظم مشاهد الخلق منذ خلق آدم إلى قيام الساعة، بلايين البلايين من الملائكة، تسجد لآدم سجود تكريم، وكان هذا السجود جائز في الشرائع السابقة، كما في قصة يوسف عليه السلام لكن في ديننا حتى سجود التكريم لا يجوز.


لك أن تتخيل عزيزي القارئ هذا المشهد: الملائكة الكرام يسجدون لآدم عليه السلام ولم يبق واقفًا إلا إبليس هو الوحيد الذي عصى، أول معصية للخلق من إبليس.


فناداه الله عز وجل ﴿ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ﴾، فردّ برد قبيح ﴿قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾، تكبر وهذه أول المعاصي.


تكبّر إبليس ورفض أوامر الله عز وجل، وناقش وجادل فغضب الله عليه غضبًا عظيمًا فأنزل عليه اللعنة، وأمره أن يخرج من الجنة (فاخرج منها مذؤوما مدحورا) فطلب طلبًا نقرؤه في قول الله عز وجل:


﴿ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ* قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ* قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾.


وطرد إبليس من الجنة، وبقي آدم في الجنة يتنعم في ثمارها، يلبس من أحلى ثيابها، ما كان عريانًا كما يصوره بعض البشر اليوم، وهذا نقض لنظرية التطور.


 في بداية الخلق أكمل: الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء، أوّل بلا بداية، ولكن أين كان الله؟


ذكر في حديث عن ‌أَبِي رَزِينٍ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَكْرَهُ أَنْ يُسْأَلَ، فَإِذَا سَأَلَهُ أَبُو رَزِينٍ أَعْجَبَهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟ قَالَ: «كَانَ فِي عَمَاءٍ، مَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ وَمَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ، ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ عَلَى الْمَاءِ».


حل سؤال ما هو الشيء الموجود في أجسامنا وغير موجود بادم ، 


لقد أسكن الله آدم و زوجته حواء الجنة مما أشعل نار الحقد في إبليس فوسوس لهما و أزلهما ، و جعلهما يأكلان من الشجرة التى نهى الله عن الأكل منها ، مما تسبب بطردهما من الجنة و إنزالهم إلى الأرض ، و من هنا بدأت سلالة آدم بالظهور و التكاثر .


الاجابة هي : السرة , و ذلك لأن أبونا آدم لم يولد من بطن أم حيث خلقه الله من طين .




اول مخلوقات الله


العرشُ أول شيءٍ خلقه الله سبحانه وتعالى، خلقه على الماء، ثم خلق القلم، فعن عبادةُ بنُ الصَّامِتِ رضِيَ اللهُ عنه قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ ﷺ يَقولُ: «إنَّ أوَّلَ ما خَلَقَ اللهُ القَلَمُ -وهو أداةُ الكتابةِ للمَقاديرِ الَّتي يأمُرُه اللهُ بِها – فقال له:


اكْتُبْ، قال: ربِّ وماذا أَكْتُبُ؟ قال: اكْتُبْ مَقاديرَ كُلِّ شيءٍ حتَّى تَقومَ السَّاعةُ، وخلق له اللوح المحفوظ، فكتب ما هو كائن إلى قيام الساعة، وكتب مقادير الخلائق، ثم خلق الملائكة والسماوات والأرض، ثم خلق بقية المخلوقات».





خلق الجن


خلق الله الجن وأسكنهم الأرض، ولك أن تعرف أخي القارئ أنّ الفرق بين الملائكة والجن هو: أنّ الملائكة مخلوقات لا تعصي الله ما أمرها وليس لهم حرية الاختيار، أما الجن فهم مكلّفون ولهم حرّية الاختيار.

ومن أعظم الجن إبليس ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ﴾، كان مطيعًا لله، فأكرمه الله ورفعه إلى السماء، أما الجنّ فسكنوا على الأرض وأفسدوها وسفكوا الدماء بينهم، فأراد الله إنهاء الفساد؛ فأنزل الملائكة فطردوهم إلى جزر البحار، وهذا موطنهم الآن كما تشير الروايات وبقيت الأرض في سلام، وهذه البداية مهمة لأنها ستفسر كثيرًا من آيات القرآن الكريم.

خلق ادم عليه السلام


الهدف من خلق آدم نقرأه جليًا في قول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ فعبادة الله هي الهدف الأسمى من خلق البشر


لماذا خلق الله البشر؟


ربما يسأل سائل: ما الفائدة المرجوة من عبادتنا لله؟! والله سبحانه وتعالى لا يحتاجنا ولا يحتاج  عبادتنا، إذًا ما المقصود من عبادتنا؟


والجواب: إنَّ الله عز وجل يحبّ أنْ تظهر أسماؤه الحسنى، يحبّ أنْ يظهر كرمه ورحمته، جبروته وقوته وحلمه، وكيف تظهر أسماء الله الحسنى دون مخلوقات؟ فخلق الخلق لتظهر أسماؤه.


سجود الملائكة لآدم عليه السلام


أخبر الله ملائكته بإرادته أنه يريد أنْ يجعل خليفة في الأرض، ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ فكان جواب الملائكة ﴿قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾، يا رب تريد أن تخلق من يفسد كما فعلت الجن سابقًا؟


والسؤال الآن: هل هذا اعتراض من الملائكة على إرادة رب العالمين؟


والجواب: حاشاهم أن يعترضوا على أمره سبحانه وتعالى، ولكنهم سألوا الله لسببين:


أنهم عاينوا سابقًا ما فعل الجن في الأرض من الإفساد العظيم.

خوفهم من قبيل الاستفهام حول تقديسهم لله، هل قصروا في التسبيح والتحميد فأراد الله استبدالهم؟ فأجابهم الله بقوله ﴿أعلم مالا تعلمون﴾ سيكون هذا المخلوق مختلف عن الجن، أما عن تقديسكم لي وتسبيحكم فأعرفه، لكني أخلق لهدف آخر.

ثم إن الله عزوجل قال للملائكة ولإبليس سأنفخ فيه الروح ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ﴾، طبعًا كان الأمر للملائكة وأيضًا أمرٌ مخصوص لإبليس بالسجود عند نفخ الروح ﴿قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ﴾ ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ﴾.


فأصبح الملائكة يتهامسون فيما بينهم: (فليخلق الله ما أراد أن يخلق، فلن يخلق خلقًا إلا كنا أكرم عند الله منهم وأعلم).


كيف خلق الله آدم عليه السلام


لما أراد الله خلق آدم أرسل الملائكة إلى الأرض، فقبضوا قبضة من كل أرجاء الأرض، كما في الحديث: «إنَّ اللَّهَ خلقَ آدمَ مِن قبضةٍ قبضَها مِن جميعِ الأرضِ، فجاءَ بنو آدمَ على قدرِ الأرضِ، فجاءَ منُهمُ الأحمرُ والأبيضُ والأسودُ وبينَ ذلِك والسَّهلُ والحَزْنُ والخبيثُ والطِّيبُ».

من أجل هذا كان التنوع في ألوان البشر والاختلاف في طبائعهم، فكما أنّ الأرض فيها الطيب وفيها الخبيث، فيها السهل وفيها الصعب، كذلك البشر فيهم الطيب وفيهم الخبيث، منهم السهل ومنهم الصعب، منهم الكريم ومنهم اللئيم، بحسب اختلاف طبيعة الأرض التي خلقوا منها.

ابتدأ تشريف البشر بخلق الله آدم بيده، يقول الله تعالى: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾، فكرم اللهُ الإنسان ورفع منزلته وقدره، وفيه لطيفة: (بأنك يا ابن آدم مخلوق بيدي، فأكرم نفسك باتباع أوامري)، وخلفه على أحسن صورة:

بدأ من تراب، بُلِّل فأصبح طينًا، ثم بُلِّل فأصبح طينًا لازبًا متلاصق، ثم تُرِك هذا الطين حتى جفّ فصار صلصال، ثم ترك فترة طويلة ما يقارب 40 يوم كما يقول ابن عباس رضي الله عنه، ثم نفخت فيه الروح.

طول آدم عليه السلام


جعل الملائكة ينظرون إلى هذا التمثال العجيب، وكان كبيرًا (60)ذراعًا في السماء، والذراع: هو نصف متر تقريبًا يعني ثلاثون مترًا.


تعجبت الملائكة من هذا المخلوق العجيب، فهم لم يرو مثله من قبل، وكان ممن فزع منه، بل كان شديد الفزع إبليس، فأخذ يطوف حول تمثال آدم ويرفسه برجله ويضربه، ويقول: (لأمر ما خُلقت)، ثم دخل في جوفه وخرج منه وقال للملائكة: لا تخافوا هذا أجوف، دخل من فمه وخرج من دبره وقال: هذا أجوف، هذا خلق لا يتماسك ضعيف.


بداية الصراع بين إبليس والبشر


أول خطيئة من إبليس


كان إبليس يرى نفسه من أفضل المخلوقات؛ لأنه أعطي حرية الاختيار فأطاع الله، فكيف يخلق الله خلقًا ويعطيه حرية الاختيار، وقد يكون أفضل منه، وقد يكون هذا المخلوق هو الحاكم عليه فاغتاظ منه.

فالله خلقه بيديه ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾، ويريد أن يجعله خليفة في الأرض ويعمرها، وقال للملائكة قولة تدل على حسده لآدم على مكانته: (لئن سلطت عليه لأهلكنه، ولئن سلط علي لأعصينه)، إذًا بدأت عداوة إبليس لآدم قبل نفخ الروح، حسدًا لمكانة آدم العظيمة.

سجود الملائكة لآدم عليه السلام – السجود العظيم


هو من أعظم مشاهد الخلق منذ خلق آدم إلى قيام الساعة، بلايين البلايين من الملائكة، تسجد لآدم سجود تكريم، وكان هذا السجود جائز في الشرائع السابقة، كما في قصة يوسف عليه السلام لكن في ديننا حتى سجود التكريم لا يجوز.


لك أن تتخيل عزيزي القارئ هذا المشهد: الملائكة الكرام يسجدون لآدم عليه السلام ولم يبق واقفًا إلا إبليس هو الوحيد الذي عصى، أول معصية للخلق من إبليس.


فناداه الله عز وجل ﴿ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ﴾، فردّ برد قبيح ﴿قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾، تكبر وهذه أول المعاصي.


تكبّر إبليس ورفض أوامر الله عز وجل، وناقش وجادل فغضب الله عليه غضبًا عظيمًا فأنزل عليه اللعنة، وأمره أن يخرج من الجنة (فاخرج منها مذؤوما مدحورا) فطلب طلبًا نقرؤه في قول الله عز وجل:


﴿ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ* قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ* قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾.


وطرد إبليس من الجنة، وبقي آدم في الجنة يتنعم في ثمارها، يلبس من أحلى ثيابها، ما كان عريانًا كما يصوره بعض البشر اليوم، وهذا نقض لنظرية التطور.