بعض التعليقات التي كُتبت على مواقع التواصل الاجتماعي اثر اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف في أنقرة كانت مُشككة إلى حدّ التسليم بنظرية المؤامرة تسليماً مُطلقاً. الجريمة التي تمّ تصويرها لحظة بلحظة، شاهدها العالم بأسره، وثمة من دقق في الصور ليخلص إلى سؤال واضح: أين دماء السفير التي لم تسل رغم اختراق حوالى عشر رصاصات جسده؟! أكثر من ذلك، عزز هؤلاء "مواقفهم" من أن ما حصل ليس سوى مسرحية، بالإشارة إلى أنه "سُمح" للقاتل بإلقاء "خطاب" وهو يقفز بجنون موّجهاً مسدسه نحو الحضور، فيما يُفترض أن تُفرغ رشاشات العناصر الأمنية في رأسه، كردّ فعل عفويّ!
الحقيقة طبعاً، أن السفير الروسي مات و"شبع موتاً" كما يُقال، فبكته والدته المتكئة على عصا، وانهارت زوجته مارينا أمام نعشه المحمول على أكتاف جنود روس، وهي واقفة إلى جانب وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الذي حضر مراسم جنازة عسكرية أقيمت له فور وصوله إلى وطنه الأم.
السؤال الذي طرحه البعض، على سرياليته، أجابه الكاتب والمحلل السياسي سام منسى بطريقة سريالية أيضاً، قائلاً:"يبدو أن السفير الروسي الذي وقع ضحية الحدث السوري كان قد "نشف دمّو"!
وقال موقع "لبنان24"، ينطلق منسى من حقيقة مفادها أن "ما يحصل في حلب ليس حدثاً عادياً. إنه زلزال. إنها مأساة من المآسي غير المسبوقة في القرنين العشرين والواحد والعشرين، وأحد "أبطالها" بطبيعة الحال هو الجانب الروسي".
ويضيف:" لم تكن لتسقط حلب لولا الدور الروسي أولاً، والإيراني ثانية. ومن هنا، لا يسع أي مراقب ومتابع أن يتفاجأ بحصول ردّ فعل عفويّ على حجم التدخل الروسي في سوريا بعامة، وفي حلب بخاصة".
هذا الواقع يدفع منسى إلى خلاصة مفادها أنه لو قتل السفير الروسي في مطلق أي بلد لكان الحدث تُرجم أيضاً بأنه انتقام من روسيا ودورها في الحرب السورية.
ومع هذا، لا يسع منسى، كمراقب للمشهد البانورامي كلّه، إلا أن يلحظ احتمال وجود تفسير إضافي لاغتيال السفير الروسي، تحديداً في تركيا: " أولاً بسبب التشابك الكبير الحاصل في العلاقات التركية الروسية والتي مرّت بمراحل معقدة ومختلفة من برودة الى فتور الى دفء، وبالتالي ليس سهلاً علينا، اثر هذا الاعتداء والطريقة التي تمّ فيها، إلا أن نلفت الى مسار التعقيدات التي طبعت العلاقات الثنائية بين البلدين على رغم الدفء الذي يسودها اليوم. أضف إلى ذلك سلسلة من العوامل والدلالات الأخرى، وتحديداً في الداخل التركي ومن ضمنها تعرّض تركيا الى كمّ هائل من الأعمال الارهابية (بصرف النظر عن الجهة التي تقوم بها)، محاولة الانقلاب، الموقف الأميركي من السياسة الخارجية التركية، وطبعاً تطوّر سياسة أردوغان تجاه سوريا، والتي كنا نصفها بـ"القنابل الصوتية" طوال الخمس سنوات الماضية، وصولاً إلى ما هي عليه اليوم"!
برأي منسى، فإن ما حصل في حلب مؤخراً يبيّن "الاستدارة" التي قام بها أردوغان، أو لنقل التغيير في موقفه وسياسته :"أن تسكت تركيا عن سقوط حلب، وبالطريقة التي سقطت فيها، لا بل أن تذهب إلى الجلوس مع الايرانيين والروس، فهذا بالتحديد، هو المشهد السريالي! الأفظع هي مسرحية العلاقات العامة التي تحصل في موضوع خروج المسلحين بعد أن دُمرّت المدينة التي كانت المدى الحيوي بالنسبة الى تركيا، من دون أن يُسجلّ أي ردّ فعل!"
أما لماذا هذه "الاستدارة"، فبحسب منسى، "لأن أردوغان قد تعب. لقد فعلت الضغوط الداخلية (لا سيّما الأعمال الارهابية ومحاولة الانقلاب) فعلها مُبعدة الدور التركي...فسقطت حلب"!
وبالعودة إلى عملية الاغتيال، يرى منسى أن "المنطق السليم يقود الى عدم استبعاد الطابع الفردي. الفظاعات التي حصلت في حلب اصابت مئة الف شخص، فلنفترض ان 100 شخصاً فقط تعاطفوا معهم وقرروا الانتقام بطريقة أو بأخرى. ومن هنا لا استغرب كل ما يحدث سواء في المانيا او في الكرك، اذ ثمة نقمة عند الناس على الدول الغربية التي تتحمل مسؤولية التخلي عن حلب، وكذلك على الاطراف الاقليمية وحلفاء المعارضة. لقد تم ّالتخلي عن اشخاص اضطروا الى ترك منازلهم أمام أعين المصوّرين وحلت ّمكانهم، في الذاكرة الجماعية، مجموعات وميليشيات شيعية غير سورية! ماذا نتأمل من هؤلاء الناس بعد أن تهجروا بالآلاف بواسطة الباصات وهم يرون على الطريق حواجز لميليشيات شيعية وسط تجاذب سني شيعي غير مسبوق في المنطقة منذ الف سنة"؟!
أين سنجد الدماء؟ فماذا بعد إذاً؟
العنوان العريض الذي يضعه منسى للمنطقة وسورياً تحديدا هو "اللااستقرار". قد تتخذ الحرب مساراً مختلفا ًفتتحوّل من حرب تقليدية بين ميليشيا وجيش الى اعمال ارهابية منظمة او منفردة، كثيرة او قليلة، في ارجاء المناطق التي يحكمها النظام السوري وضد اهداف الدول التي تدعمه، وحتى ضد بعض الدول الاقليمية التي تتحمل مسؤولة التخلي عن المعارضة.
بعد عملية الإغتيال، قد لا تتأثر العلاقات الثنائية بين روسيا وتركيا سلباً كما ترددّ الأوساط القريبة من الحلف الروسي- الايراني –السوري، لكن برأي منسى سوف تطالب روسيا "بثمن"، ولعلّ "أهون" ما يمكن أردوغان تقديمه هو الاقتراب أكثر من السياسة الخارجية لهذا المحور، ما سيترجم حكماً بتعزيز سيطرة النظام السوري على المناطق التي يحكمها.... وربما سيُسمح للنظام السوري باسقاط ادلب"!؟
هذا الاحتمال يتخوّف منه منسى لا سيّما في ظلّ الموقف التركي الراهن، والذي يعيد المشهد برمتّه الى حلقة مفرغة: "كلما تعزز دور الايرانيين والروس ونظام الأسد، كلما ازدادت الاعمال الارهابية سواء في الغرب او في داخل المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري".
في الخلاصة، لا حلّ في سوريا إلا عن طريق مؤتمر دولي بين الجانبين الروسي والاميركي فقط لا غير، وهذا يعني تسوية دولية ومرحلة انتقالية، يختم منسى قائلاً: "المشكلة أن ثمة انفلاتاً وتفلتاً في العلاقات الدولية غير مسبوقين نتيجة التردد الاميركي وغياب الاوروبيين الذين تصحّ فيهم تسمية "أهل الكهف"!
الحقيقة طبعاً، أن السفير الروسي مات و"شبع موتاً" كما يُقال، فبكته والدته المتكئة على عصا، وانهارت زوجته مارينا أمام نعشه المحمول على أكتاف جنود روس، وهي واقفة إلى جانب وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الذي حضر مراسم جنازة عسكرية أقيمت له فور وصوله إلى وطنه الأم.
السؤال الذي طرحه البعض، على سرياليته، أجابه الكاتب والمحلل السياسي سام منسى بطريقة سريالية أيضاً، قائلاً:"يبدو أن السفير الروسي الذي وقع ضحية الحدث السوري كان قد "نشف دمّو"!
وقال موقع "لبنان24"، ينطلق منسى من حقيقة مفادها أن "ما يحصل في حلب ليس حدثاً عادياً. إنه زلزال. إنها مأساة من المآسي غير المسبوقة في القرنين العشرين والواحد والعشرين، وأحد "أبطالها" بطبيعة الحال هو الجانب الروسي".
ويضيف:" لم تكن لتسقط حلب لولا الدور الروسي أولاً، والإيراني ثانية. ومن هنا، لا يسع أي مراقب ومتابع أن يتفاجأ بحصول ردّ فعل عفويّ على حجم التدخل الروسي في سوريا بعامة، وفي حلب بخاصة".
هذا الواقع يدفع منسى إلى خلاصة مفادها أنه لو قتل السفير الروسي في مطلق أي بلد لكان الحدث تُرجم أيضاً بأنه انتقام من روسيا ودورها في الحرب السورية.
ومع هذا، لا يسع منسى، كمراقب للمشهد البانورامي كلّه، إلا أن يلحظ احتمال وجود تفسير إضافي لاغتيال السفير الروسي، تحديداً في تركيا: " أولاً بسبب التشابك الكبير الحاصل في العلاقات التركية الروسية والتي مرّت بمراحل معقدة ومختلفة من برودة الى فتور الى دفء، وبالتالي ليس سهلاً علينا، اثر هذا الاعتداء والطريقة التي تمّ فيها، إلا أن نلفت الى مسار التعقيدات التي طبعت العلاقات الثنائية بين البلدين على رغم الدفء الذي يسودها اليوم. أضف إلى ذلك سلسلة من العوامل والدلالات الأخرى، وتحديداً في الداخل التركي ومن ضمنها تعرّض تركيا الى كمّ هائل من الأعمال الارهابية (بصرف النظر عن الجهة التي تقوم بها)، محاولة الانقلاب، الموقف الأميركي من السياسة الخارجية التركية، وطبعاً تطوّر سياسة أردوغان تجاه سوريا، والتي كنا نصفها بـ"القنابل الصوتية" طوال الخمس سنوات الماضية، وصولاً إلى ما هي عليه اليوم"!
برأي منسى، فإن ما حصل في حلب مؤخراً يبيّن "الاستدارة" التي قام بها أردوغان، أو لنقل التغيير في موقفه وسياسته :"أن تسكت تركيا عن سقوط حلب، وبالطريقة التي سقطت فيها، لا بل أن تذهب إلى الجلوس مع الايرانيين والروس، فهذا بالتحديد، هو المشهد السريالي! الأفظع هي مسرحية العلاقات العامة التي تحصل في موضوع خروج المسلحين بعد أن دُمرّت المدينة التي كانت المدى الحيوي بالنسبة الى تركيا، من دون أن يُسجلّ أي ردّ فعل!"
أما لماذا هذه "الاستدارة"، فبحسب منسى، "لأن أردوغان قد تعب. لقد فعلت الضغوط الداخلية (لا سيّما الأعمال الارهابية ومحاولة الانقلاب) فعلها مُبعدة الدور التركي...فسقطت حلب"!
وبالعودة إلى عملية الاغتيال، يرى منسى أن "المنطق السليم يقود الى عدم استبعاد الطابع الفردي. الفظاعات التي حصلت في حلب اصابت مئة الف شخص، فلنفترض ان 100 شخصاً فقط تعاطفوا معهم وقرروا الانتقام بطريقة أو بأخرى. ومن هنا لا استغرب كل ما يحدث سواء في المانيا او في الكرك، اذ ثمة نقمة عند الناس على الدول الغربية التي تتحمل مسؤولية التخلي عن حلب، وكذلك على الاطراف الاقليمية وحلفاء المعارضة. لقد تم ّالتخلي عن اشخاص اضطروا الى ترك منازلهم أمام أعين المصوّرين وحلت ّمكانهم، في الذاكرة الجماعية، مجموعات وميليشيات شيعية غير سورية! ماذا نتأمل من هؤلاء الناس بعد أن تهجروا بالآلاف بواسطة الباصات وهم يرون على الطريق حواجز لميليشيات شيعية وسط تجاذب سني شيعي غير مسبوق في المنطقة منذ الف سنة"؟!
أين سنجد الدماء؟ فماذا بعد إذاً؟
العنوان العريض الذي يضعه منسى للمنطقة وسورياً تحديدا هو "اللااستقرار". قد تتخذ الحرب مساراً مختلفا ًفتتحوّل من حرب تقليدية بين ميليشيا وجيش الى اعمال ارهابية منظمة او منفردة، كثيرة او قليلة، في ارجاء المناطق التي يحكمها النظام السوري وضد اهداف الدول التي تدعمه، وحتى ضد بعض الدول الاقليمية التي تتحمل مسؤولة التخلي عن المعارضة.
بعد عملية الإغتيال، قد لا تتأثر العلاقات الثنائية بين روسيا وتركيا سلباً كما ترددّ الأوساط القريبة من الحلف الروسي- الايراني –السوري، لكن برأي منسى سوف تطالب روسيا "بثمن"، ولعلّ "أهون" ما يمكن أردوغان تقديمه هو الاقتراب أكثر من السياسة الخارجية لهذا المحور، ما سيترجم حكماً بتعزيز سيطرة النظام السوري على المناطق التي يحكمها.... وربما سيُسمح للنظام السوري باسقاط ادلب"!؟
هذا الاحتمال يتخوّف منه منسى لا سيّما في ظلّ الموقف التركي الراهن، والذي يعيد المشهد برمتّه الى حلقة مفرغة: "كلما تعزز دور الايرانيين والروس ونظام الأسد، كلما ازدادت الاعمال الارهابية سواء في الغرب او في داخل المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري".
في الخلاصة، لا حلّ في سوريا إلا عن طريق مؤتمر دولي بين الجانبين الروسي والاميركي فقط لا غير، وهذا يعني تسوية دولية ومرحلة انتقالية، يختم منسى قائلاً: "المشكلة أن ثمة انفلاتاً وتفلتاً في العلاقات الدولية غير مسبوقين نتيجة التردد الاميركي وغياب الاوروبيين الذين تصحّ فيهم تسمية "أهل الكهف"!
بعض التعليقات التي كُتبت على مواقع التواصل الاجتماعي اثر اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف في أنقرة كانت مُشككة إلى حدّ التسليم بنظرية المؤامرة تسليماً مُطلقاً. الجريمة التي تمّ تصويرها لحظة بلحظة، شاهدها العالم بأسره، وثمة من دقق في الصور ليخلص إلى سؤال واضح: أين دماء السفير التي لم تسل رغم اختراق حوالى عشر رصاصات جسده؟! أكثر من ذلك، عزز هؤلاء "مواقفهم" من أن ما حصل ليس سوى مسرحية، بالإشارة إلى أنه "سُمح" للقاتل بإلقاء "خطاب" وهو يقفز بجنون موّجهاً مسدسه نحو الحضور، فيما يُفترض أن تُفرغ رشاشات العناصر الأمنية في رأسه، كردّ فعل عفويّ!
الحقيقة طبعاً، أن السفير الروسي مات و"شبع موتاً" كما يُقال، فبكته والدته المتكئة على عصا، وانهارت زوجته مارينا أمام نعشه المحمول على أكتاف جنود روس، وهي واقفة إلى جانب وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الذي حضر مراسم جنازة عسكرية أقيمت له فور وصوله إلى وطنه الأم.
السؤال الذي طرحه البعض، على سرياليته، أجابه الكاتب والمحلل السياسي سام منسى بطريقة سريالية أيضاً، قائلاً:"يبدو أن السفير الروسي الذي وقع ضحية الحدث السوري كان قد "نشف دمّو"!
وقال موقع "لبنان24"، ينطلق منسى من حقيقة مفادها أن "ما يحصل في حلب ليس حدثاً عادياً. إنه زلزال. إنها مأساة من المآسي غير المسبوقة في القرنين العشرين والواحد والعشرين، وأحد "أبطالها" بطبيعة الحال هو الجانب الروسي".
ويضيف:" لم تكن لتسقط حلب لولا الدور الروسي أولاً، والإيراني ثانية. ومن هنا، لا يسع أي مراقب ومتابع أن يتفاجأ بحصول ردّ فعل عفويّ على حجم التدخل الروسي في سوريا بعامة، وفي حلب بخاصة".
هذا الواقع يدفع منسى إلى خلاصة مفادها أنه لو قتل السفير الروسي في مطلق أي بلد لكان الحدث تُرجم أيضاً بأنه انتقام من روسيا ودورها في الحرب السورية.
ومع هذا، لا يسع منسى، كمراقب للمشهد البانورامي كلّه، إلا أن يلحظ احتمال وجود تفسير إضافي لاغتيال السفير الروسي، تحديداً في تركيا: " أولاً بسبب التشابك الكبير الحاصل في العلاقات التركية الروسية والتي مرّت بمراحل معقدة ومختلفة من برودة الى فتور الى دفء، وبالتالي ليس سهلاً علينا، اثر هذا الاعتداء والطريقة التي تمّ فيها، إلا أن نلفت الى مسار التعقيدات التي طبعت العلاقات الثنائية بين البلدين على رغم الدفء الذي يسودها اليوم. أضف إلى ذلك سلسلة من العوامل والدلالات الأخرى، وتحديداً في الداخل التركي ومن ضمنها تعرّض تركيا الى كمّ هائل من الأعمال الارهابية (بصرف النظر عن الجهة التي تقوم بها)، محاولة الانقلاب، الموقف الأميركي من السياسة الخارجية التركية، وطبعاً تطوّر سياسة أردوغان تجاه سوريا، والتي كنا نصفها بـ"القنابل الصوتية" طوال الخمس سنوات الماضية، وصولاً إلى ما هي عليه اليوم"!
برأي منسى، فإن ما حصل في حلب مؤخراً يبيّن "الاستدارة" التي قام بها أردوغان، أو لنقل التغيير في موقفه وسياسته :"أن تسكت تركيا عن سقوط حلب، وبالطريقة التي سقطت فيها، لا بل أن تذهب إلى الجلوس مع الايرانيين والروس، فهذا بالتحديد، هو المشهد السريالي! الأفظع هي مسرحية العلاقات العامة التي تحصل في موضوع خروج المسلحين بعد أن دُمرّت المدينة التي كانت المدى الحيوي بالنسبة الى تركيا، من دون أن يُسجلّ أي ردّ فعل!"
أما لماذا هذه "الاستدارة"، فبحسب منسى، "لأن أردوغان قد تعب. لقد فعلت الضغوط الداخلية (لا سيّما الأعمال الارهابية ومحاولة الانقلاب) فعلها مُبعدة الدور التركي...فسقطت حلب"!
وبالعودة إلى عملية الاغتيال، يرى منسى أن "المنطق السليم يقود الى عدم استبعاد الطابع الفردي. الفظاعات التي حصلت في حلب اصابت مئة الف شخص، فلنفترض ان 100 شخصاً فقط تعاطفوا معهم وقرروا الانتقام بطريقة أو بأخرى. ومن هنا لا استغرب كل ما يحدث سواء في المانيا او في الكرك، اذ ثمة نقمة عند الناس على الدول الغربية التي تتحمل مسؤولية التخلي عن حلب، وكذلك على الاطراف الاقليمية وحلفاء المعارضة. لقد تم ّالتخلي عن اشخاص اضطروا الى ترك منازلهم أمام أعين المصوّرين وحلت ّمكانهم، في الذاكرة الجماعية، مجموعات وميليشيات شيعية غير سورية! ماذا نتأمل من هؤلاء الناس بعد أن تهجروا بالآلاف بواسطة الباصات وهم يرون على الطريق حواجز لميليشيات شيعية وسط تجاذب سني شيعي غير مسبوق في المنطقة منذ الف سنة"؟!
أين سنجد الدماء؟ فماذا بعد إذاً؟
العنوان العريض الذي يضعه منسى للمنطقة وسورياً تحديدا هو "اللااستقرار". قد تتخذ الحرب مساراً مختلفا ًفتتحوّل من حرب تقليدية بين ميليشيا وجيش الى اعمال ارهابية منظمة او منفردة، كثيرة او قليلة، في ارجاء المناطق التي يحكمها النظام السوري وضد اهداف الدول التي تدعمه، وحتى ضد بعض الدول الاقليمية التي تتحمل مسؤولة التخلي عن المعارضة.
بعد عملية الإغتيال، قد لا تتأثر العلاقات الثنائية بين روسيا وتركيا سلباً كما ترددّ الأوساط القريبة من الحلف الروسي- الايراني –السوري، لكن برأي منسى سوف تطالب روسيا "بثمن"، ولعلّ "أهون" ما يمكن أردوغان تقديمه هو الاقتراب أكثر من السياسة الخارجية لهذا المحور، ما سيترجم حكماً بتعزيز سيطرة النظام السوري على المناطق التي يحكمها.... وربما سيُسمح للنظام السوري باسقاط ادلب"!؟
هذا الاحتمال يتخوّف منه منسى لا سيّما في ظلّ الموقف التركي الراهن، والذي يعيد المشهد برمتّه الى حلقة مفرغة: "كلما تعزز دور الايرانيين والروس ونظام الأسد، كلما ازدادت الاعمال الارهابية سواء في الغرب او في داخل المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري".
في الخلاصة، لا حلّ في سوريا إلا عن طريق مؤتمر دولي بين الجانبين الروسي والاميركي فقط لا غير، وهذا يعني تسوية دولية ومرحلة انتقالية، يختم منسى قائلاً: "المشكلة أن ثمة انفلاتاً وتفلتاً في العلاقات الدولية غير مسبوقين نتيجة التردد الاميركي وغياب الاوروبيين الذين تصحّ فيهم تسمية "أهل الكهف"!
الحقيقة طبعاً، أن السفير الروسي مات و"شبع موتاً" كما يُقال، فبكته والدته المتكئة على عصا، وانهارت زوجته مارينا أمام نعشه المحمول على أكتاف جنود روس، وهي واقفة إلى جانب وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الذي حضر مراسم جنازة عسكرية أقيمت له فور وصوله إلى وطنه الأم.
السؤال الذي طرحه البعض، على سرياليته، أجابه الكاتب والمحلل السياسي سام منسى بطريقة سريالية أيضاً، قائلاً:"يبدو أن السفير الروسي الذي وقع ضحية الحدث السوري كان قد "نشف دمّو"!
وقال موقع "لبنان24"، ينطلق منسى من حقيقة مفادها أن "ما يحصل في حلب ليس حدثاً عادياً. إنه زلزال. إنها مأساة من المآسي غير المسبوقة في القرنين العشرين والواحد والعشرين، وأحد "أبطالها" بطبيعة الحال هو الجانب الروسي".
ويضيف:" لم تكن لتسقط حلب لولا الدور الروسي أولاً، والإيراني ثانية. ومن هنا، لا يسع أي مراقب ومتابع أن يتفاجأ بحصول ردّ فعل عفويّ على حجم التدخل الروسي في سوريا بعامة، وفي حلب بخاصة".
هذا الواقع يدفع منسى إلى خلاصة مفادها أنه لو قتل السفير الروسي في مطلق أي بلد لكان الحدث تُرجم أيضاً بأنه انتقام من روسيا ودورها في الحرب السورية.
ومع هذا، لا يسع منسى، كمراقب للمشهد البانورامي كلّه، إلا أن يلحظ احتمال وجود تفسير إضافي لاغتيال السفير الروسي، تحديداً في تركيا: " أولاً بسبب التشابك الكبير الحاصل في العلاقات التركية الروسية والتي مرّت بمراحل معقدة ومختلفة من برودة الى فتور الى دفء، وبالتالي ليس سهلاً علينا، اثر هذا الاعتداء والطريقة التي تمّ فيها، إلا أن نلفت الى مسار التعقيدات التي طبعت العلاقات الثنائية بين البلدين على رغم الدفء الذي يسودها اليوم. أضف إلى ذلك سلسلة من العوامل والدلالات الأخرى، وتحديداً في الداخل التركي ومن ضمنها تعرّض تركيا الى كمّ هائل من الأعمال الارهابية (بصرف النظر عن الجهة التي تقوم بها)، محاولة الانقلاب، الموقف الأميركي من السياسة الخارجية التركية، وطبعاً تطوّر سياسة أردوغان تجاه سوريا، والتي كنا نصفها بـ"القنابل الصوتية" طوال الخمس سنوات الماضية، وصولاً إلى ما هي عليه اليوم"!
برأي منسى، فإن ما حصل في حلب مؤخراً يبيّن "الاستدارة" التي قام بها أردوغان، أو لنقل التغيير في موقفه وسياسته :"أن تسكت تركيا عن سقوط حلب، وبالطريقة التي سقطت فيها، لا بل أن تذهب إلى الجلوس مع الايرانيين والروس، فهذا بالتحديد، هو المشهد السريالي! الأفظع هي مسرحية العلاقات العامة التي تحصل في موضوع خروج المسلحين بعد أن دُمرّت المدينة التي كانت المدى الحيوي بالنسبة الى تركيا، من دون أن يُسجلّ أي ردّ فعل!"
أما لماذا هذه "الاستدارة"، فبحسب منسى، "لأن أردوغان قد تعب. لقد فعلت الضغوط الداخلية (لا سيّما الأعمال الارهابية ومحاولة الانقلاب) فعلها مُبعدة الدور التركي...فسقطت حلب"!
وبالعودة إلى عملية الاغتيال، يرى منسى أن "المنطق السليم يقود الى عدم استبعاد الطابع الفردي. الفظاعات التي حصلت في حلب اصابت مئة الف شخص، فلنفترض ان 100 شخصاً فقط تعاطفوا معهم وقرروا الانتقام بطريقة أو بأخرى. ومن هنا لا استغرب كل ما يحدث سواء في المانيا او في الكرك، اذ ثمة نقمة عند الناس على الدول الغربية التي تتحمل مسؤولية التخلي عن حلب، وكذلك على الاطراف الاقليمية وحلفاء المعارضة. لقد تم ّالتخلي عن اشخاص اضطروا الى ترك منازلهم أمام أعين المصوّرين وحلت ّمكانهم، في الذاكرة الجماعية، مجموعات وميليشيات شيعية غير سورية! ماذا نتأمل من هؤلاء الناس بعد أن تهجروا بالآلاف بواسطة الباصات وهم يرون على الطريق حواجز لميليشيات شيعية وسط تجاذب سني شيعي غير مسبوق في المنطقة منذ الف سنة"؟!
أين سنجد الدماء؟ فماذا بعد إذاً؟
العنوان العريض الذي يضعه منسى للمنطقة وسورياً تحديدا هو "اللااستقرار". قد تتخذ الحرب مساراً مختلفا ًفتتحوّل من حرب تقليدية بين ميليشيا وجيش الى اعمال ارهابية منظمة او منفردة، كثيرة او قليلة، في ارجاء المناطق التي يحكمها النظام السوري وضد اهداف الدول التي تدعمه، وحتى ضد بعض الدول الاقليمية التي تتحمل مسؤولة التخلي عن المعارضة.
بعد عملية الإغتيال، قد لا تتأثر العلاقات الثنائية بين روسيا وتركيا سلباً كما ترددّ الأوساط القريبة من الحلف الروسي- الايراني –السوري، لكن برأي منسى سوف تطالب روسيا "بثمن"، ولعلّ "أهون" ما يمكن أردوغان تقديمه هو الاقتراب أكثر من السياسة الخارجية لهذا المحور، ما سيترجم حكماً بتعزيز سيطرة النظام السوري على المناطق التي يحكمها.... وربما سيُسمح للنظام السوري باسقاط ادلب"!؟
هذا الاحتمال يتخوّف منه منسى لا سيّما في ظلّ الموقف التركي الراهن، والذي يعيد المشهد برمتّه الى حلقة مفرغة: "كلما تعزز دور الايرانيين والروس ونظام الأسد، كلما ازدادت الاعمال الارهابية سواء في الغرب او في داخل المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري".
في الخلاصة، لا حلّ في سوريا إلا عن طريق مؤتمر دولي بين الجانبين الروسي والاميركي فقط لا غير، وهذا يعني تسوية دولية ومرحلة انتقالية، يختم منسى قائلاً: "المشكلة أن ثمة انفلاتاً وتفلتاً في العلاقات الدولية غير مسبوقين نتيجة التردد الاميركي وغياب الاوروبيين الذين تصحّ فيهم تسمية "أهل الكهف"!