مجلة عالم المعرفة : الرجل الذى كلمه اللهﷻ بدون حجاب..ماذا فعل؟وماذا قال اللهﷻ له؟ وماذا تمنى من الله ﷻ حينها؟سيرتجف قلبك

الرجل الذى كلمه اللهﷻ بدون حجاب..ماذا فعل؟وماذا قال اللهﷻ له؟ وماذا تمنى من الله ﷻ حينها؟سيرتجف قلبك

 لم يحفظ لنا التاريخ كثيرًا عن حياة عبد الله بن حرام إنما حفظ لنا مواقف قليلة عن وفاته ولكنها مشرفة، ربما لا يعرف شبابنا إنه صحابي لرسول الله صلي الله عليه وسلم، وكذلك ابنه جابر بن عبد الله بن حرام، ولا يعرف كثيراً من الناس مواقفه وحبه لله ورسوله، ولكنه لا يهُمه أن يعرف الناس عنه، إنما المهم أن الله قد اطلع منه علي خير وصلاح.

 عاش في الإسلام ستة أعوام ثلاثة قبل الهجرة وثلاثة بعد الهجرة بايع النبي ليلة العقبة وكان أحد النقباء لقد نال عبد الله بن حرام وأصحابه الذين ضحوا بأرواحهم رخيصة في سبيل الله مكانة عظيمة وأجرا جزيلاً وفضلا وسعاً، حتى أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان كلما ذكر أصحاب يوم أُحد تمني أن لو مات معهم.



قصة إسلامه


يقول كعب بن مالك: خرجنا إلي الحج قبل الإسلام وقد وعدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم العقبة فلما فرغنا من الحج وكانت ليلة العقبة التي وعدنا رسول الله فيها ومعنا عبد الله بن حرام سيد من سادتنا وكان لم يدخل الإسلام بعد وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا فكلمناه وقلنا له: يا أبا جابر انك سيد من سادتنا وشريف من أشرافنا ولا نحب أن تكون حطباً للنار غدا، ثم دعوناه إلي الإسلام وأخبرناه بميعاد رسول الله إيانا ببيّعة العقبة،.. قال: فأسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيباً.


ولما خرج رسول الله إلي غزوة أُحد في ألف رجل من الصحابة، نادي عبد الله بن حرام ابنه جابر، فقال: يا جابر ما أحد علي وجه الأرض أحب إليّ من رسول الله غيرك يا جابر، وعليّ دين فقم بتسديده، فكان حريصاً علي أن يلقي الله وليس عليه دين، وأوصاه بأخوته وقال إني سأكون أول شهيد في أُحد،  وكان جابر له تسعة أخوات من البنات وكان يبلغ من العمر في هذا لوقت أربعة عشر عاماً، ولما بدأت المعركة كان عبد الله بن حرام أول شهيد فيها، حيث قام المشركون بالتمثيل بجثتهُ، علمَ رسول الله صلي الله عليه وسلم باستشهاد عبد الله والد جابر بن حرام في المعركة، ولما أراد جابر أن يري أبيه فلم يجرُئ أحد من الصحابة علي ذلك ونهو جابر عن رؤية أبيه رأفة به من هول المنظر فأذن له الرسول صلي الله عليه وسلم أن يري جابر أبيه، فلما كشف عنه الغطاء بكي «جابر» وجاءت عمته فاطمة وبكت فلما سمِع النبي صلي الله عليه وسلم صوت البكاء قال أبكي أولا تبكي فإن الملائكة مازلت تظلله من حرارة الشمس حتى رُفع، عن جابر بن حرام، قال : «لما قُتل عبد الله بن حرام في يوم أُحد لقيني رسول الله صلي الله عليه وسلم»، فقال: «يا جابر ألا أخبرك ما قال الله تعالي لأبيك»؟.. وقال يحيي في حديثه،  فقال: (يا جابر مالي أراك منكسراً ؟  قلت ( يا رسول الله استشهد أبي وترك دين وعيال ) قال: (أفلا أُبشرك بما لقي الله به أباك) قال: بلي يا رسول الله- قال: (ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحاً  أي"دون وسيط " فقال الله تعالي له تمني عليّ يا عبدي أعطيك- قال يا رب تُحيني فأُقتل فيك ثانيةً،  فقال: الله تعالي انه سبق مني القول أنهم إليها لا يرجعون، قال: يا رب فأبلغ مَنّ ورائي، قال: فأنزل الله تعالي:(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (آل عمران)  نزلت هذه الآيات في حق عبد الله بن حرم وفي حق كل شهيد يأتي من بعده.


كان رسول الله يهتم بأمر جابر ولما رآه حزيناً منكسراً قال: ما لك يا جابر منكسراً، قال: يا رسول مات أبي وعليه دين،.. تشفع له النبي صلي الله عليه وسلم عند أصحاب الدين فأبوا ورفضوا، فقال له: يا جابر أين (المكان الذي يُجمع فيه التمر) فقال له جابر: يا رسول الله التمر قليل ولا يكفي الغرماء،  فذهب معه وقال: أتني بهم يا جابر فلما حضروا وقف النبي علي التمر وأخذ النبي يُكيل لهم التمر حتى وافاهم حقهم بالرغم من قلة التمر الموجود عند جابر، إنها بركة النبي صلي الله عليه وسلم.


 كرمه الله تعالي وأصحابه الذين ضحوا بأرواحهم في سبيله حتى نالوا مكانة عظيمة وأجراً جزيلا وفضلاً واسعاً حتى أن رسول صلي الله عليه وسلم كان كلما ذكر أصحاب أُحد تمني أن لو كان معهم.


وبعد أكثر من أربعين عاماً وفي عهد معاوية عندما غرقت قبور أصحاب أُوحد وطفت أجسادهم علي السطح وجدوه وعمرو بن الجموح جسدهما كما لو كان دُفنا بالأمس وكانا مبتسماً رضي الله عنه وعن الصحابة الكرام.


ومن الدروس المستفادة من هذه القصة التضحية والإخلاص في عبادة الله تعالي وخضوع القلب والجوارح قبل النفس لله تعالي، وحب الله ورسوله عما سواهم عن النفس والولد والزوجة والمال والدنيا بأثرها وأن تزرع ذلك في نفوس أولادك.

 لم يحفظ لنا التاريخ كثيرًا عن حياة عبد الله بن حرام إنما حفظ لنا مواقف قليلة عن وفاته ولكنها مشرفة، ربما لا يعرف شبابنا إنه صحابي لرسول الله صلي الله عليه وسلم، وكذلك ابنه جابر بن عبد الله بن حرام، ولا يعرف كثيراً من الناس مواقفه وحبه لله ورسوله، ولكنه لا يهُمه أن يعرف الناس عنه، إنما المهم أن الله قد اطلع منه علي خير وصلاح.

 عاش في الإسلام ستة أعوام ثلاثة قبل الهجرة وثلاثة بعد الهجرة بايع النبي ليلة العقبة وكان أحد النقباء لقد نال عبد الله بن حرام وأصحابه الذين ضحوا بأرواحهم رخيصة في سبيل الله مكانة عظيمة وأجرا جزيلاً وفضلا وسعاً، حتى أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان كلما ذكر أصحاب يوم أُحد تمني أن لو مات معهم.



قصة إسلامه


يقول كعب بن مالك: خرجنا إلي الحج قبل الإسلام وقد وعدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم العقبة فلما فرغنا من الحج وكانت ليلة العقبة التي وعدنا رسول الله فيها ومعنا عبد الله بن حرام سيد من سادتنا وكان لم يدخل الإسلام بعد وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا فكلمناه وقلنا له: يا أبا جابر انك سيد من سادتنا وشريف من أشرافنا ولا نحب أن تكون حطباً للنار غدا، ثم دعوناه إلي الإسلام وأخبرناه بميعاد رسول الله إيانا ببيّعة العقبة،.. قال: فأسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيباً.


ولما خرج رسول الله إلي غزوة أُحد في ألف رجل من الصحابة، نادي عبد الله بن حرام ابنه جابر، فقال: يا جابر ما أحد علي وجه الأرض أحب إليّ من رسول الله غيرك يا جابر، وعليّ دين فقم بتسديده، فكان حريصاً علي أن يلقي الله وليس عليه دين، وأوصاه بأخوته وقال إني سأكون أول شهيد في أُحد،  وكان جابر له تسعة أخوات من البنات وكان يبلغ من العمر في هذا لوقت أربعة عشر عاماً، ولما بدأت المعركة كان عبد الله بن حرام أول شهيد فيها، حيث قام المشركون بالتمثيل بجثتهُ، علمَ رسول الله صلي الله عليه وسلم باستشهاد عبد الله والد جابر بن حرام في المعركة، ولما أراد جابر أن يري أبيه فلم يجرُئ أحد من الصحابة علي ذلك ونهو جابر عن رؤية أبيه رأفة به من هول المنظر فأذن له الرسول صلي الله عليه وسلم أن يري جابر أبيه، فلما كشف عنه الغطاء بكي «جابر» وجاءت عمته فاطمة وبكت فلما سمِع النبي صلي الله عليه وسلم صوت البكاء قال أبكي أولا تبكي فإن الملائكة مازلت تظلله من حرارة الشمس حتى رُفع، عن جابر بن حرام، قال : «لما قُتل عبد الله بن حرام في يوم أُحد لقيني رسول الله صلي الله عليه وسلم»، فقال: «يا جابر ألا أخبرك ما قال الله تعالي لأبيك»؟.. وقال يحيي في حديثه،  فقال: (يا جابر مالي أراك منكسراً ؟  قلت ( يا رسول الله استشهد أبي وترك دين وعيال ) قال: (أفلا أُبشرك بما لقي الله به أباك) قال: بلي يا رسول الله- قال: (ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحاً  أي"دون وسيط " فقال الله تعالي له تمني عليّ يا عبدي أعطيك- قال يا رب تُحيني فأُقتل فيك ثانيةً،  فقال: الله تعالي انه سبق مني القول أنهم إليها لا يرجعون، قال: يا رب فأبلغ مَنّ ورائي، قال: فأنزل الله تعالي:(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (آل عمران)  نزلت هذه الآيات في حق عبد الله بن حرم وفي حق كل شهيد يأتي من بعده.


كان رسول الله يهتم بأمر جابر ولما رآه حزيناً منكسراً قال: ما لك يا جابر منكسراً، قال: يا رسول مات أبي وعليه دين،.. تشفع له النبي صلي الله عليه وسلم عند أصحاب الدين فأبوا ورفضوا، فقال له: يا جابر أين (المكان الذي يُجمع فيه التمر) فقال له جابر: يا رسول الله التمر قليل ولا يكفي الغرماء،  فذهب معه وقال: أتني بهم يا جابر فلما حضروا وقف النبي علي التمر وأخذ النبي يُكيل لهم التمر حتى وافاهم حقهم بالرغم من قلة التمر الموجود عند جابر، إنها بركة النبي صلي الله عليه وسلم.


 كرمه الله تعالي وأصحابه الذين ضحوا بأرواحهم في سبيله حتى نالوا مكانة عظيمة وأجراً جزيلا وفضلاً واسعاً حتى أن رسول صلي الله عليه وسلم كان كلما ذكر أصحاب أُحد تمني أن لو كان معهم.


وبعد أكثر من أربعين عاماً وفي عهد معاوية عندما غرقت قبور أصحاب أُوحد وطفت أجسادهم علي السطح وجدوه وعمرو بن الجموح جسدهما كما لو كان دُفنا بالأمس وكانا مبتسماً رضي الله عنه وعن الصحابة الكرام.


ومن الدروس المستفادة من هذه القصة التضحية والإخلاص في عبادة الله تعالي وخضوع القلب والجوارح قبل النفس لله تعالي، وحب الله ورسوله عما سواهم عن النفس والولد والزوجة والمال والدنيا بأثرها وأن تزرع ذلك في نفوس أولادك.