وحــــ..ـــدها لغة القرآن الكريم لا تتحقق مُتعتها بالتوقف أمام كلماتها المباشرة؛ بل إن كل لحظة تنتظر فيها العيون للحظات أمام حروف القصص القرآني ربما تكشف عن «كنوز» معلوماتية، فقصة نبي الله موسى تحمل من الإبداع القصصي ما لم يحمله أي لسان، خصوصًا حين تطرق إلى «حوار» دار بين الله ونبيه موسى، دون الكشف عن أي لغة تحدث بها رب العباد.
مجموعات متراصة من العلماء عجزت ألسنتهم عن النطق بإجابة شافية عن طبيعة هذا الحوار من باب أنها «فتوى»، ووزارة الأوقاف تمنع ذلك، أو من باب عدم وجود بحث متعمق في هذه القضية.
«الدكتور مبروك عطية – عميد كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر فرع سوهاج» قدم بدوره رؤية واضحة عن لغة هذا الحوار، مؤكدًا أن اللغة التي كلم الله بها موسى ليس شرطًا أن تكون اللغة العربية؛ لأنه لم يكن يتكلم هذه اللغة في عصره.
«عطية» قال: «إن القرآن نزل باللغة العربية لأنه نزل على محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب القرشي العربي القُح، ومن هنا فإن نزول التوراة كان بلغة قوم موسى، وكذلك حين كلم الله نبيه موسى فلم يكن ذلك بلغة لا يعرفها لأن الله أرحم من أن يخاطب عبده بلغة أجنبية عنه».
وقسم «عطية» الحوار بين رب العزة ونبيه موسى إلى مرحلتين «الأولى بالوحي» حين كان هذا النبي رضيعًا إذ أوحى الله إليه – بطريقة لا نعلمها – عدم قبول الرضاعة من أي امرأة إلا أمه، واستمر هذا الحوار عندما كبر، وتحديدًا عندما طلب المغفرة من ربه بعد قتله أحد أتباع فرعون وغفر الله له دون أن يكون هناك حديثًا مباشرًا.
أما المرحلة الثانية من الحوار – بحسب الدكتور مبروك – فتمثلت في «حوار بالحروف كلم الله فيه نبيه موسى تكليمًا، واختصه بذلك ولم يقل هذا الكلام في أي من الأنبياء، أي أن الله كلم موسى بالكلمات؛ لأن من صفات الله تعالى التكلم، فالله ليس بأبكم، فالبكم نقيصة والنقيصة لا تأتي مع الله».
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ بل زاد الدكتور مبروك في حديثه تأكيدًا على أن الحوار الذي دار بين الله ونبيه موسى كان «بحروف وبغير حروف، ولذلك خُص هذا النبي بـ(الكليم)؛ لأن الله وعده 40 ليلة حظي بها بهذا الحديث، الذي إذا وصف بالجمال كان نقيصة فهو فوق أي مستوى للجمال».
ورغم أن الدكتور مبروك عطية اكتفى بالتأكيد على أن الحوار دار بالكلمات إلا أنه لم يحسم أي لغة كانت مخصصة لهذا الحوار لعدم تحديده اللغة الموجودة في هذا العصر، إلا أن «الدكتور مجدي شاكر – كبير الأثريين بوزارة الآثار» تحدث عن أن نبي الله موسى وقومه كانوا يتحدثون اللغة المصرية القديمة.
كبير الأثريين أوضح أنه من المؤكد أن هناك برديات أو كتابات أثرية تتحدث عن فترة أحداث نبي الله موسى وفرعون مصر؛ لكن للأسف لم تُكتشف بعد ليتم الاستدلال منها على كثير مما دار حينها.
«شاكر» واصل حديثه، قائلا: «لا يُعقل أن يغرق جيش فرعوني ولا يذكر التاريخ أو أي بردية هذا الأمر؛ لكن علماء الآثار معظمهم أجانب يميلون لليهود ولن يخرج واحد منهم ليتحدث عما يدل على وجود أي نبي في مصر».
وأشار «شاكر» إلى أن النبي موسى اسمه باللغة المصرية القديمة يعني «إمصا» أي ابن الماء، ما يعني أن اسمه مصري صميم، وأحداث فرعون موسى كلها مرتبطة بالمنطقة الشرقية وهذه المنطقة تضم سيناء والتي عمل بها الإسرائيليون وخرجوا منها باكتشافات أثرية، وكذلك محافظة الشرقية والتي لم يتم العمل بها حتى الآن باستثناء بعض البعثات للفرنسيين».
غير أن كبير الأثريين ذكر في الوقت نفسه: «بشكل عام أكاد أجزم أن اللغة المصرية القديمة (اللغة الهيروغليفية) هي لغة الحوار بين المولى عز وجل وسيدنا موسى، باعتبار أنها اللغة التي تربى عليها، فالألواح العشرة التي نزلت على سيدنا موسى نزلت باللغة المصرية القديمة، ولا جدال في ذلك، ويكفي أنه تربى في بيت فرعون، كما أن اليهود أنفسهم كانوا يتحدثون بنفس اللغة، نحتاج خبير آثار ديني يدرس هذه الإشكالية جيدًا».
وعلى غير الرأيين السابقين، كان للدكتور سعيد عطية العميد السابق لكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر رأي أخر، إذ أكد أن كل الأنبياء مفضلين في بعض الأمور على بعضهم البعض وليس هناك نبي مفضل بشكل مطلق، نافيًا أن يكون هناك حوار مباشر دار بين الله عز وجل وكليمه موسى عليه الصلاة والسلام.
وقال الدكتور سعيد: «الحوار المقصود في الآية الكريمة (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)، تم بلغة الوحي وليس بأي لغة بشرية كالعربية أو العبرية أو الهيروغليفية»، موضحًا أن كان هناك وسيط ينقل الكلام من الله لنبيه، وليس كما يتصور البعض فـ«الله ليس له صوت».
وأشار إلى أن اليهود يعتقدون أن «العبرية» كانت اللغة المقدسة التي دار بها الحديث، مؤكدًا أن هذا خطأ كبير؛ لأن «ربنا ليس عنده لغة حوار ثابتة، كما أنه لم يكن هناك من الأسرار حوار مباشر، والدليل أنه النبي لم يتمكن من رؤية المولى عز وجل فكيف له أن يسمعه؟»
وحــــ..ـــدها لغة القرآن الكريم لا تتحقق مُتعتها بالتوقف أمام كلماتها المباشرة؛ بل إن كل لحظة تنتظر فيها العيون للحظات أمام حروف القصص القرآني ربما تكشف عن «كنوز» معلوماتية، فقصة نبي الله موسى تحمل من الإبداع القصصي ما لم يحمله أي لسان، خصوصًا حين تطرق إلى «حوار» دار بين الله ونبيه موسى، دون الكشف عن أي لغة تحدث بها رب العباد.
مجموعات متراصة من العلماء عجزت ألسنتهم عن النطق بإجابة شافية عن طبيعة هذا الحوار من باب أنها «فتوى»، ووزارة الأوقاف تمنع ذلك، أو من باب عدم وجود بحث متعمق في هذه القضية.
«الدكتور مبروك عطية – عميد كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر فرع سوهاج» قدم بدوره رؤية واضحة عن لغة هذا الحوار، مؤكدًا أن اللغة التي كلم الله بها موسى ليس شرطًا أن تكون اللغة العربية؛ لأنه لم يكن يتكلم هذه اللغة في عصره.
«عطية» قال: «إن القرآن نزل باللغة العربية لأنه نزل على محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب القرشي العربي القُح، ومن هنا فإن نزول التوراة كان بلغة قوم موسى، وكذلك حين كلم الله نبيه موسى فلم يكن ذلك بلغة لا يعرفها لأن الله أرحم من أن يخاطب عبده بلغة أجنبية عنه».
وقسم «عطية» الحوار بين رب العزة ونبيه موسى إلى مرحلتين «الأولى بالوحي» حين كان هذا النبي رضيعًا إذ أوحى الله إليه – بطريقة لا نعلمها – عدم قبول الرضاعة من أي امرأة إلا أمه، واستمر هذا الحوار عندما كبر، وتحديدًا عندما طلب المغفرة من ربه بعد قتله أحد أتباع فرعون وغفر الله له دون أن يكون هناك حديثًا مباشرًا.
أما المرحلة الثانية من الحوار – بحسب الدكتور مبروك – فتمثلت في «حوار بالحروف كلم الله فيه نبيه موسى تكليمًا، واختصه بذلك ولم يقل هذا الكلام في أي من الأنبياء، أي أن الله كلم موسى بالكلمات؛ لأن من صفات الله تعالى التكلم، فالله ليس بأبكم، فالبكم نقيصة والنقيصة لا تأتي مع الله».
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ بل زاد الدكتور مبروك في حديثه تأكيدًا على أن الحوار الذي دار بين الله ونبيه موسى كان «بحروف وبغير حروف، ولذلك خُص هذا النبي بـ(الكليم)؛ لأن الله وعده 40 ليلة حظي بها بهذا الحديث، الذي إذا وصف بالجمال كان نقيصة فهو فوق أي مستوى للجمال».
ورغم أن الدكتور مبروك عطية اكتفى بالتأكيد على أن الحوار دار بالكلمات إلا أنه لم يحسم أي لغة كانت مخصصة لهذا الحوار لعدم تحديده اللغة الموجودة في هذا العصر، إلا أن «الدكتور مجدي شاكر – كبير الأثريين بوزارة الآثار» تحدث عن أن نبي الله موسى وقومه كانوا يتحدثون اللغة المصرية القديمة.
كبير الأثريين أوضح أنه من المؤكد أن هناك برديات أو كتابات أثرية تتحدث عن فترة أحداث نبي الله موسى وفرعون مصر؛ لكن للأسف لم تُكتشف بعد ليتم الاستدلال منها على كثير مما دار حينها.
«شاكر» واصل حديثه، قائلا: «لا يُعقل أن يغرق جيش فرعوني ولا يذكر التاريخ أو أي بردية هذا الأمر؛ لكن علماء الآثار معظمهم أجانب يميلون لليهود ولن يخرج واحد منهم ليتحدث عما يدل على وجود أي نبي في مصر».
وأشار «شاكر» إلى أن النبي موسى اسمه باللغة المصرية القديمة يعني «إمصا» أي ابن الماء، ما يعني أن اسمه مصري صميم، وأحداث فرعون موسى كلها مرتبطة بالمنطقة الشرقية وهذه المنطقة تضم سيناء والتي عمل بها الإسرائيليون وخرجوا منها باكتشافات أثرية، وكذلك محافظة الشرقية والتي لم يتم العمل بها حتى الآن باستثناء بعض البعثات للفرنسيين».
غير أن كبير الأثريين ذكر في الوقت نفسه: «بشكل عام أكاد أجزم أن اللغة المصرية القديمة (اللغة الهيروغليفية) هي لغة الحوار بين المولى عز وجل وسيدنا موسى، باعتبار أنها اللغة التي تربى عليها، فالألواح العشرة التي نزلت على سيدنا موسى نزلت باللغة المصرية القديمة، ولا جدال في ذلك، ويكفي أنه تربى في بيت فرعون، كما أن اليهود أنفسهم كانوا يتحدثون بنفس اللغة، نحتاج خبير آثار ديني يدرس هذه الإشكالية جيدًا».
وعلى غير الرأيين السابقين، كان للدكتور سعيد عطية العميد السابق لكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر رأي أخر، إذ أكد أن كل الأنبياء مفضلين في بعض الأمور على بعضهم البعض وليس هناك نبي مفضل بشكل مطلق، نافيًا أن يكون هناك حوار مباشر دار بين الله عز وجل وكليمه موسى عليه الصلاة والسلام.
وقال الدكتور سعيد: «الحوار المقصود في الآية الكريمة (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)، تم بلغة الوحي وليس بأي لغة بشرية كالعربية أو العبرية أو الهيروغليفية»، موضحًا أن كان هناك وسيط ينقل الكلام من الله لنبيه، وليس كما يتصور البعض فـ«الله ليس له صوت».
وأشار إلى أن اليهود يعتقدون أن «العبرية» كانت اللغة المقدسة التي دار بها الحديث، مؤكدًا أن هذا خطأ كبير؛ لأن «ربنا ليس عنده لغة حوار ثابتة، كما أنه لم يكن هناك من الأسرار حوار مباشر، والدليل أنه النبي لم يتمكن من رؤية المولى عز وجل فكيف له أن يسمعه؟»