- قد يعتبر الكثيرون، للوهلة الأولى، ان ريتشارد بول ايفانز من أسعد رجال العالم. يبلغ من العمر ٥٣ سنة ولديه ٥ أولاد وهو كاتب معروف جداً.
يقرأ له الملايين ودائماً ما يلاحظ الناس وجوده أينما حلّ. لكن، وعلى الرغم من نجاحة المهني، عانى من العديد من المشاكل الزوجية. كتب على موقعه الالكتروني تجربته الخاصة بالكلمات تلك:
"قالت لي ابنتي البكر جينا مؤخراً: أكثر ما كنت أخاف منه وأنا صغيرة كان ان تتطلق أنت وأمي لكنني عندما بلغت الـ١٢ من العمر قلت في نفسي انه من الأفضل ان تنفصلا لكثرة شجاركما. وقالت لي خاتمةً: أنا مسرورة جداً انكما وجدتما الحلول. في الواقع، كان بيني وبين زوجتي كيري مشاكل لسنوات.
لم نعد نعرف تماماً ما هو الذي يجمعنا قلنا ان شخصياتنا قد لا تكون متجانسة. تجلى ذلك بعد فترة من زواجنا فظهرت الى العلن كل الفوارق والاختلافات. ولم يُسهل السعي الى الشهرة والمال زواجنا بل على العكس فاقم مشاكلنا.
ازدادت المشاكل وتكاثرت المشاجرات لدرجة أنه بات من الصعب تخيّل علاقة هادئة. دائماً ما كنا على استعداد للشجار تاركين في قلوبنا شحنة من المشاعر السيئة. كنا على وشك الطلاق وتطرقنا للموضوع أكثر من مرة.
كنت أحضر لنشر كتاب عندما زادت الأمور عن حدها. تشاجرنا عبر الهاتف فأغلقت كيري الخط في وجهي. كنت وحدي، شعرت بالوحدة والغضب. كنت قد استنفذت كل قدرتي على التحمل وحينها التجأت الى اللّه أو بالأحرى ضد اللّه. لا أعرف ان كان بالامكان اعتبار الصراخ في وجه اللّه صلاة إلا أنني لن انسى يوماً ما فعلت حينها.
وقفت في حمام الفندق اصرخ للّه واقول ان زواجي غلطة وانه لم يعد باستطاعتي تحمل المزيد. كنت أكره فكرة الطلاق إلا ان ألم البقاء معاً كان يفوق هذا الخوف. كنت ضائع، لم أفهم لما زواجي من كيري معقد لهذه الدرجة. كنت أعرف أن جوهر كيري طيّب وانا كنت شخصاً صالحاً. فلما لم نتفق؟ لماذا تزوجت شخصاً مختلف كلّ الاختلاف عني؟ لماذا لا تستطيع هي أن تتغيّر؟ أخيراً، بدأت بالبكاء في ذاك الحمام.
أتاني وحي قوي من عمق يأسي. لن تتمكن من تغييرها، لن تتمكن إلا من تغيير نفسك. بدأت في تلك اللحظة بالصلاة. إن كنت لا أستطيع تغييرها يا رب، غيّرني. صليّت حتى وقت متأخر من الليل. صليّت في اليوم التالي وأنا عائد الى المنزل. صليّت وأنا أدخل من الباب لأجد امرأة باردة وكأنها لا تراني. أتاني الوحي في تلك الليلة ونحن نهم للنوم في سريرنا تفصلنا بعض السنتيمترات في الواقع مع العلم ان كيلومترات كانت تفصلنا فعلياً. عرفت حينها ما الذي يتوجب عليّ القيام به.
سألت كيري في صباح اليوم التالي: "ما عساني أقوم به لكي يكون يومك أفضل؟"
رمقتني بغضب: "ما بك؟"
“ما عساني أقوم به لكي يكون يومك أفضل؟”
قالت: “لا يسعك القيام بشيء. لماذا تسأل؟”
أجبت: “لأنني أحاول ان اكون صادق. أريد فقط معرفة ما عساني القيام به لتشعري بتحسن.”
قالت بسخرية: “تصر على القيام بشيء! ما رأيك بالجلي؟”
توقعت أن استاء لكنني على العكس أطعت.
عاودتُ الكرة في اليوم التالي سألتها: “ما عساني أقوم به لكي يكون يومك أفضل؟”
قالت: “قم بتنظيف المرآب”
أخذت نفساً عميقاً. كان يومي حافلاً بالأعمال وكنت أعرف أنها قالت ذلك عن قصد. كنت على وشك ان انفجر أمامها إلا أنني قلتُ بصوت هادئ “حسناً” فنظفت المرآب فترة ساعتَين.
وفي اليوم التالي: “ما عساني أقوم به لكي يكون يومك أفضل؟”
قالت: “لا شيء، لا يمكنك القيام بشيء ورجاءً، توقف عن قول ذلك.”
أجبتها: “عذراً، لكنني لا أستطيع. أخذت عهداً على نفسي فما عساني أقوم به لكي تشعري بالتحسن؟”
“لماذا تفعل ذلك؟”
“لأنك مهمة بالنسبة لي كما هو زواجنا.”
عاودت الكرة في اليوم التالي والتالي الى حين حصلت معجزة في الأسبوع الثاني. طرحت عليها السؤال فبدأت بالبكاء. وقالت: “رجاءً، توقف عن طرح هذا السؤال. أنت لست المشكلة. أنا المشكلة، من الصعب العيش معي ولا أعرف لما انت معي.”
وضعت يدي على وجهها بلطف وقلت لها وانا أنظر في عينَيها: “لأنني أحبك. فما عساني القيام به لكي يكون يومك أفضل؟”
“أنا من يتوجب عليه طرح هذا السؤال عليك.”
“يتوجب لكن لا الآن. عليّ ان اتغيّر انا الآن. وهذا مهم جداً بالنسبة الي.”
وضعت رأسها على صدري وقالت: “سامحني على كل الألم الذي تسببت به.”
فقلتُ:”أحبك”
فأجابت: “أحبك”
“فما عساني القيام به لكي يكون يومك أفضل؟”
ابتسمت وقالت: “ربما نمضي بعض الوقت معاً إن أردت.”
“بالطبع أريد.”
تابعتُ في طرح هذا السؤال فترة شهر تقريباً وتغيّرت الأمور. توقفت المشاجرات وبعدها، بدأت كيري تسألني: “ما الذي تحتاجه؟ كيف عساني أكون زوجة أفضل؟”
سقطت الحواجز التي كانت بيننا وبدأنا نتناقش حول الأمور التي نحبها في الحياة والأمور التي تسعدنا. كلا، لم نحل كل المشاكل كما لا يسعني القول أننا لم نتشاجر منذ ذلك الحين إلا ان طبيعة الشجار تغيّرت فهي لم تقلّ وحسب بل فقدت من زخمها السابق وكأننا قطعنا عنها الهواء.
وها اننا نحتفل بعيد زواجنا الثلاثين. لا أحب فقط زوجتي بل أعشقها وأعشق ان اكون معها. أرغب بذلك، احتاجه. تحولت أغلبية اختلافاتنا الى نقاط قوة. تعلمنا الاهتمام ببعضنا البعض والأهم ان في داخلنا رغبة للقيام بذلك.
إن الزواج صعب إلا أن الأبوة والحفاظ على الرشاقة وكتابة الروايات لأمور صعبة أيضاً وهي تستحق كلّ المعاناة. أن يكون لك شريك في الحياة لهدية لا تقدر بثمن! كما وانني تعلمت ان باستطاعة الزواج العمل على أسوء الأمور فينا.
على كل شخص ان يسأل شريكه: ما عساني القيام به لكي يكون يومك أفضل؟ هذا هو الحب. الحب الحقيقي ليس حب الروايات ذات النهايات السعيدة وليس الرغبة بشخص بل الرغبة بأن يكون هذا الشخص سعيداً حتى ولو كان ذلك على حساب سعادتنا. لا يعني الحب الحقيقي ان نجعل الآخر نسخةً طبق الأصل عنا بل تعزيز قدرتنا على القبول والاهتمام والبحث عن رفاه الآخر وتخطي حب الذات.
يقرأ له الملايين ودائماً ما يلاحظ الناس وجوده أينما حلّ. لكن، وعلى الرغم من نجاحة المهني، عانى من العديد من المشاكل الزوجية. كتب على موقعه الالكتروني تجربته الخاصة بالكلمات تلك:
"قالت لي ابنتي البكر جينا مؤخراً: أكثر ما كنت أخاف منه وأنا صغيرة كان ان تتطلق أنت وأمي لكنني عندما بلغت الـ١٢ من العمر قلت في نفسي انه من الأفضل ان تنفصلا لكثرة شجاركما. وقالت لي خاتمةً: أنا مسرورة جداً انكما وجدتما الحلول. في الواقع، كان بيني وبين زوجتي كيري مشاكل لسنوات.
لم نعد نعرف تماماً ما هو الذي يجمعنا قلنا ان شخصياتنا قد لا تكون متجانسة. تجلى ذلك بعد فترة من زواجنا فظهرت الى العلن كل الفوارق والاختلافات. ولم يُسهل السعي الى الشهرة والمال زواجنا بل على العكس فاقم مشاكلنا.
ازدادت المشاكل وتكاثرت المشاجرات لدرجة أنه بات من الصعب تخيّل علاقة هادئة. دائماً ما كنا على استعداد للشجار تاركين في قلوبنا شحنة من المشاعر السيئة. كنا على وشك الطلاق وتطرقنا للموضوع أكثر من مرة.
كنت أحضر لنشر كتاب عندما زادت الأمور عن حدها. تشاجرنا عبر الهاتف فأغلقت كيري الخط في وجهي. كنت وحدي، شعرت بالوحدة والغضب. كنت قد استنفذت كل قدرتي على التحمل وحينها التجأت الى اللّه أو بالأحرى ضد اللّه. لا أعرف ان كان بالامكان اعتبار الصراخ في وجه اللّه صلاة إلا أنني لن انسى يوماً ما فعلت حينها.
وقفت في حمام الفندق اصرخ للّه واقول ان زواجي غلطة وانه لم يعد باستطاعتي تحمل المزيد. كنت أكره فكرة الطلاق إلا ان ألم البقاء معاً كان يفوق هذا الخوف. كنت ضائع، لم أفهم لما زواجي من كيري معقد لهذه الدرجة. كنت أعرف أن جوهر كيري طيّب وانا كنت شخصاً صالحاً. فلما لم نتفق؟ لماذا تزوجت شخصاً مختلف كلّ الاختلاف عني؟ لماذا لا تستطيع هي أن تتغيّر؟ أخيراً، بدأت بالبكاء في ذاك الحمام.
أتاني وحي قوي من عمق يأسي. لن تتمكن من تغييرها، لن تتمكن إلا من تغيير نفسك. بدأت في تلك اللحظة بالصلاة. إن كنت لا أستطيع تغييرها يا رب، غيّرني. صليّت حتى وقت متأخر من الليل. صليّت في اليوم التالي وأنا عائد الى المنزل. صليّت وأنا أدخل من الباب لأجد امرأة باردة وكأنها لا تراني. أتاني الوحي في تلك الليلة ونحن نهم للنوم في سريرنا تفصلنا بعض السنتيمترات في الواقع مع العلم ان كيلومترات كانت تفصلنا فعلياً. عرفت حينها ما الذي يتوجب عليّ القيام به.
سألت كيري في صباح اليوم التالي: "ما عساني أقوم به لكي يكون يومك أفضل؟"
رمقتني بغضب: "ما بك؟"
“ما عساني أقوم به لكي يكون يومك أفضل؟”
قالت: “لا يسعك القيام بشيء. لماذا تسأل؟”
أجبت: “لأنني أحاول ان اكون صادق. أريد فقط معرفة ما عساني القيام به لتشعري بتحسن.”
قالت بسخرية: “تصر على القيام بشيء! ما رأيك بالجلي؟”
توقعت أن استاء لكنني على العكس أطعت.
عاودتُ الكرة في اليوم التالي سألتها: “ما عساني أقوم به لكي يكون يومك أفضل؟”
قالت: “قم بتنظيف المرآب”
أخذت نفساً عميقاً. كان يومي حافلاً بالأعمال وكنت أعرف أنها قالت ذلك عن قصد. كنت على وشك ان انفجر أمامها إلا أنني قلتُ بصوت هادئ “حسناً” فنظفت المرآب فترة ساعتَين.
وفي اليوم التالي: “ما عساني أقوم به لكي يكون يومك أفضل؟”
قالت: “لا شيء، لا يمكنك القيام بشيء ورجاءً، توقف عن قول ذلك.”
أجبتها: “عذراً، لكنني لا أستطيع. أخذت عهداً على نفسي فما عساني أقوم به لكي تشعري بالتحسن؟”
“لماذا تفعل ذلك؟”
“لأنك مهمة بالنسبة لي كما هو زواجنا.”
عاودت الكرة في اليوم التالي والتالي الى حين حصلت معجزة في الأسبوع الثاني. طرحت عليها السؤال فبدأت بالبكاء. وقالت: “رجاءً، توقف عن طرح هذا السؤال. أنت لست المشكلة. أنا المشكلة، من الصعب العيش معي ولا أعرف لما انت معي.”
وضعت يدي على وجهها بلطف وقلت لها وانا أنظر في عينَيها: “لأنني أحبك. فما عساني القيام به لكي يكون يومك أفضل؟”
“أنا من يتوجب عليه طرح هذا السؤال عليك.”
“يتوجب لكن لا الآن. عليّ ان اتغيّر انا الآن. وهذا مهم جداً بالنسبة الي.”
وضعت رأسها على صدري وقالت: “سامحني على كل الألم الذي تسببت به.”
فقلتُ:”أحبك”
فأجابت: “أحبك”
“فما عساني القيام به لكي يكون يومك أفضل؟”
ابتسمت وقالت: “ربما نمضي بعض الوقت معاً إن أردت.”
“بالطبع أريد.”
تابعتُ في طرح هذا السؤال فترة شهر تقريباً وتغيّرت الأمور. توقفت المشاجرات وبعدها، بدأت كيري تسألني: “ما الذي تحتاجه؟ كيف عساني أكون زوجة أفضل؟”
سقطت الحواجز التي كانت بيننا وبدأنا نتناقش حول الأمور التي نحبها في الحياة والأمور التي تسعدنا. كلا، لم نحل كل المشاكل كما لا يسعني القول أننا لم نتشاجر منذ ذلك الحين إلا ان طبيعة الشجار تغيّرت فهي لم تقلّ وحسب بل فقدت من زخمها السابق وكأننا قطعنا عنها الهواء.
وها اننا نحتفل بعيد زواجنا الثلاثين. لا أحب فقط زوجتي بل أعشقها وأعشق ان اكون معها. أرغب بذلك، احتاجه. تحولت أغلبية اختلافاتنا الى نقاط قوة. تعلمنا الاهتمام ببعضنا البعض والأهم ان في داخلنا رغبة للقيام بذلك.
إن الزواج صعب إلا أن الأبوة والحفاظ على الرشاقة وكتابة الروايات لأمور صعبة أيضاً وهي تستحق كلّ المعاناة. أن يكون لك شريك في الحياة لهدية لا تقدر بثمن! كما وانني تعلمت ان باستطاعة الزواج العمل على أسوء الأمور فينا.
على كل شخص ان يسأل شريكه: ما عساني القيام به لكي يكون يومك أفضل؟ هذا هو الحب. الحب الحقيقي ليس حب الروايات ذات النهايات السعيدة وليس الرغبة بشخص بل الرغبة بأن يكون هذا الشخص سعيداً حتى ولو كان ذلك على حساب سعادتنا. لا يعني الحب الحقيقي ان نجعل الآخر نسخةً طبق الأصل عنا بل تعزيز قدرتنا على القبول والاهتمام والبحث عن رفاه الآخر وتخطي حب الذات.
- قد يعتبر الكثيرون، للوهلة الأولى، ان ريتشارد بول ايفانز من أسعد رجال العالم. يبلغ من العمر ٥٣ سنة ولديه ٥ أولاد وهو كاتب معروف جداً.
يقرأ له الملايين ودائماً ما يلاحظ الناس وجوده أينما حلّ. لكن، وعلى الرغم من نجاحة المهني، عانى من العديد من المشاكل الزوجية. كتب على موقعه الالكتروني تجربته الخاصة بالكلمات تلك:
"قالت لي ابنتي البكر جينا مؤخراً: أكثر ما كنت أخاف منه وأنا صغيرة كان ان تتطلق أنت وأمي لكنني عندما بلغت الـ١٢ من العمر قلت في نفسي انه من الأفضل ان تنفصلا لكثرة شجاركما. وقالت لي خاتمةً: أنا مسرورة جداً انكما وجدتما الحلول. في الواقع، كان بيني وبين زوجتي كيري مشاكل لسنوات.
لم نعد نعرف تماماً ما هو الذي يجمعنا قلنا ان شخصياتنا قد لا تكون متجانسة. تجلى ذلك بعد فترة من زواجنا فظهرت الى العلن كل الفوارق والاختلافات. ولم يُسهل السعي الى الشهرة والمال زواجنا بل على العكس فاقم مشاكلنا.
ازدادت المشاكل وتكاثرت المشاجرات لدرجة أنه بات من الصعب تخيّل علاقة هادئة. دائماً ما كنا على استعداد للشجار تاركين في قلوبنا شحنة من المشاعر السيئة. كنا على وشك الطلاق وتطرقنا للموضوع أكثر من مرة.
كنت أحضر لنشر كتاب عندما زادت الأمور عن حدها. تشاجرنا عبر الهاتف فأغلقت كيري الخط في وجهي. كنت وحدي، شعرت بالوحدة والغضب. كنت قد استنفذت كل قدرتي على التحمل وحينها التجأت الى اللّه أو بالأحرى ضد اللّه. لا أعرف ان كان بالامكان اعتبار الصراخ في وجه اللّه صلاة إلا أنني لن انسى يوماً ما فعلت حينها.
وقفت في حمام الفندق اصرخ للّه واقول ان زواجي غلطة وانه لم يعد باستطاعتي تحمل المزيد. كنت أكره فكرة الطلاق إلا ان ألم البقاء معاً كان يفوق هذا الخوف. كنت ضائع، لم أفهم لما زواجي من كيري معقد لهذه الدرجة. كنت أعرف أن جوهر كيري طيّب وانا كنت شخصاً صالحاً. فلما لم نتفق؟ لماذا تزوجت شخصاً مختلف كلّ الاختلاف عني؟ لماذا لا تستطيع هي أن تتغيّر؟ أخيراً، بدأت بالبكاء في ذاك الحمام.
أتاني وحي قوي من عمق يأسي. لن تتمكن من تغييرها، لن تتمكن إلا من تغيير نفسك. بدأت في تلك اللحظة بالصلاة. إن كنت لا أستطيع تغييرها يا رب، غيّرني. صليّت حتى وقت متأخر من الليل. صليّت في اليوم التالي وأنا عائد الى المنزل. صليّت وأنا أدخل من الباب لأجد امرأة باردة وكأنها لا تراني. أتاني الوحي في تلك الليلة ونحن نهم للنوم في سريرنا تفصلنا بعض السنتيمترات في الواقع مع العلم ان كيلومترات كانت تفصلنا فعلياً. عرفت حينها ما الذي يتوجب عليّ القيام به.
سألت كيري في صباح اليوم التالي: "ما عساني أقوم به لكي يكون يومك أفضل؟"
رمقتني بغضب: "ما بك؟"
“ما عساني أقوم به لكي يكون يومك أفضل؟”
قالت: “لا يسعك القيام بشيء. لماذا تسأل؟”
أجبت: “لأنني أحاول ان اكون صادق. أريد فقط معرفة ما عساني القيام به لتشعري بتحسن.”
قالت بسخرية: “تصر على القيام بشيء! ما رأيك بالجلي؟”
توقعت أن استاء لكنني على العكس أطعت.
عاودتُ الكرة في اليوم التالي سألتها: “ما عساني أقوم به لكي يكون يومك أفضل؟”
قالت: “قم بتنظيف المرآب”
أخذت نفساً عميقاً. كان يومي حافلاً بالأعمال وكنت أعرف أنها قالت ذلك عن قصد. كنت على وشك ان انفجر أمامها إلا أنني قلتُ بصوت هادئ “حسناً” فنظفت المرآب فترة ساعتَين.
وفي اليوم التالي: “ما عساني أقوم به لكي يكون يومك أفضل؟”
قالت: “لا شيء، لا يمكنك القيام بشيء ورجاءً، توقف عن قول ذلك.”
أجبتها: “عذراً، لكنني لا أستطيع. أخذت عهداً على نفسي فما عساني أقوم به لكي تشعري بالتحسن؟”
“لماذا تفعل ذلك؟”
“لأنك مهمة بالنسبة لي كما هو زواجنا.”
عاودت الكرة في اليوم التالي والتالي الى حين حصلت معجزة في الأسبوع الثاني. طرحت عليها السؤال فبدأت بالبكاء. وقالت: “رجاءً، توقف عن طرح هذا السؤال. أنت لست المشكلة. أنا المشكلة، من الصعب العيش معي ولا أعرف لما انت معي.”
وضعت يدي على وجهها بلطف وقلت لها وانا أنظر في عينَيها: “لأنني أحبك. فما عساني القيام به لكي يكون يومك أفضل؟”
“أنا من يتوجب عليه طرح هذا السؤال عليك.”
“يتوجب لكن لا الآن. عليّ ان اتغيّر انا الآن. وهذا مهم جداً بالنسبة الي.”
وضعت رأسها على صدري وقالت: “سامحني على كل الألم الذي تسببت به.”
فقلتُ:”أحبك”
فأجابت: “أحبك”
“فما عساني القيام به لكي يكون يومك أفضل؟”
ابتسمت وقالت: “ربما نمضي بعض الوقت معاً إن أردت.”
“بالطبع أريد.”
تابعتُ في طرح هذا السؤال فترة شهر تقريباً وتغيّرت الأمور. توقفت المشاجرات وبعدها، بدأت كيري تسألني: “ما الذي تحتاجه؟ كيف عساني أكون زوجة أفضل؟”
سقطت الحواجز التي كانت بيننا وبدأنا نتناقش حول الأمور التي نحبها في الحياة والأمور التي تسعدنا. كلا، لم نحل كل المشاكل كما لا يسعني القول أننا لم نتشاجر منذ ذلك الحين إلا ان طبيعة الشجار تغيّرت فهي لم تقلّ وحسب بل فقدت من زخمها السابق وكأننا قطعنا عنها الهواء.
وها اننا نحتفل بعيد زواجنا الثلاثين. لا أحب فقط زوجتي بل أعشقها وأعشق ان اكون معها. أرغب بذلك، احتاجه. تحولت أغلبية اختلافاتنا الى نقاط قوة. تعلمنا الاهتمام ببعضنا البعض والأهم ان في داخلنا رغبة للقيام بذلك.
إن الزواج صعب إلا أن الأبوة والحفاظ على الرشاقة وكتابة الروايات لأمور صعبة أيضاً وهي تستحق كلّ المعاناة. أن يكون لك شريك في الحياة لهدية لا تقدر بثمن! كما وانني تعلمت ان باستطاعة الزواج العمل على أسوء الأمور فينا.
على كل شخص ان يسأل شريكه: ما عساني القيام به لكي يكون يومك أفضل؟ هذا هو الحب. الحب الحقيقي ليس حب الروايات ذات النهايات السعيدة وليس الرغبة بشخص بل الرغبة بأن يكون هذا الشخص سعيداً حتى ولو كان ذلك على حساب سعادتنا. لا يعني الحب الحقيقي ان نجعل الآخر نسخةً طبق الأصل عنا بل تعزيز قدرتنا على القبول والاهتمام والبحث عن رفاه الآخر وتخطي حب الذات.
يقرأ له الملايين ودائماً ما يلاحظ الناس وجوده أينما حلّ. لكن، وعلى الرغم من نجاحة المهني، عانى من العديد من المشاكل الزوجية. كتب على موقعه الالكتروني تجربته الخاصة بالكلمات تلك:
"قالت لي ابنتي البكر جينا مؤخراً: أكثر ما كنت أخاف منه وأنا صغيرة كان ان تتطلق أنت وأمي لكنني عندما بلغت الـ١٢ من العمر قلت في نفسي انه من الأفضل ان تنفصلا لكثرة شجاركما. وقالت لي خاتمةً: أنا مسرورة جداً انكما وجدتما الحلول. في الواقع، كان بيني وبين زوجتي كيري مشاكل لسنوات.
لم نعد نعرف تماماً ما هو الذي يجمعنا قلنا ان شخصياتنا قد لا تكون متجانسة. تجلى ذلك بعد فترة من زواجنا فظهرت الى العلن كل الفوارق والاختلافات. ولم يُسهل السعي الى الشهرة والمال زواجنا بل على العكس فاقم مشاكلنا.
ازدادت المشاكل وتكاثرت المشاجرات لدرجة أنه بات من الصعب تخيّل علاقة هادئة. دائماً ما كنا على استعداد للشجار تاركين في قلوبنا شحنة من المشاعر السيئة. كنا على وشك الطلاق وتطرقنا للموضوع أكثر من مرة.
كنت أحضر لنشر كتاب عندما زادت الأمور عن حدها. تشاجرنا عبر الهاتف فأغلقت كيري الخط في وجهي. كنت وحدي، شعرت بالوحدة والغضب. كنت قد استنفذت كل قدرتي على التحمل وحينها التجأت الى اللّه أو بالأحرى ضد اللّه. لا أعرف ان كان بالامكان اعتبار الصراخ في وجه اللّه صلاة إلا أنني لن انسى يوماً ما فعلت حينها.
وقفت في حمام الفندق اصرخ للّه واقول ان زواجي غلطة وانه لم يعد باستطاعتي تحمل المزيد. كنت أكره فكرة الطلاق إلا ان ألم البقاء معاً كان يفوق هذا الخوف. كنت ضائع، لم أفهم لما زواجي من كيري معقد لهذه الدرجة. كنت أعرف أن جوهر كيري طيّب وانا كنت شخصاً صالحاً. فلما لم نتفق؟ لماذا تزوجت شخصاً مختلف كلّ الاختلاف عني؟ لماذا لا تستطيع هي أن تتغيّر؟ أخيراً، بدأت بالبكاء في ذاك الحمام.
أتاني وحي قوي من عمق يأسي. لن تتمكن من تغييرها، لن تتمكن إلا من تغيير نفسك. بدأت في تلك اللحظة بالصلاة. إن كنت لا أستطيع تغييرها يا رب، غيّرني. صليّت حتى وقت متأخر من الليل. صليّت في اليوم التالي وأنا عائد الى المنزل. صليّت وأنا أدخل من الباب لأجد امرأة باردة وكأنها لا تراني. أتاني الوحي في تلك الليلة ونحن نهم للنوم في سريرنا تفصلنا بعض السنتيمترات في الواقع مع العلم ان كيلومترات كانت تفصلنا فعلياً. عرفت حينها ما الذي يتوجب عليّ القيام به.
سألت كيري في صباح اليوم التالي: "ما عساني أقوم به لكي يكون يومك أفضل؟"
رمقتني بغضب: "ما بك؟"
“ما عساني أقوم به لكي يكون يومك أفضل؟”
قالت: “لا يسعك القيام بشيء. لماذا تسأل؟”
أجبت: “لأنني أحاول ان اكون صادق. أريد فقط معرفة ما عساني القيام به لتشعري بتحسن.”
قالت بسخرية: “تصر على القيام بشيء! ما رأيك بالجلي؟”
توقعت أن استاء لكنني على العكس أطعت.
عاودتُ الكرة في اليوم التالي سألتها: “ما عساني أقوم به لكي يكون يومك أفضل؟”
قالت: “قم بتنظيف المرآب”
أخذت نفساً عميقاً. كان يومي حافلاً بالأعمال وكنت أعرف أنها قالت ذلك عن قصد. كنت على وشك ان انفجر أمامها إلا أنني قلتُ بصوت هادئ “حسناً” فنظفت المرآب فترة ساعتَين.
وفي اليوم التالي: “ما عساني أقوم به لكي يكون يومك أفضل؟”
قالت: “لا شيء، لا يمكنك القيام بشيء ورجاءً، توقف عن قول ذلك.”
أجبتها: “عذراً، لكنني لا أستطيع. أخذت عهداً على نفسي فما عساني أقوم به لكي تشعري بالتحسن؟”
“لماذا تفعل ذلك؟”
“لأنك مهمة بالنسبة لي كما هو زواجنا.”
عاودت الكرة في اليوم التالي والتالي الى حين حصلت معجزة في الأسبوع الثاني. طرحت عليها السؤال فبدأت بالبكاء. وقالت: “رجاءً، توقف عن طرح هذا السؤال. أنت لست المشكلة. أنا المشكلة، من الصعب العيش معي ولا أعرف لما انت معي.”
وضعت يدي على وجهها بلطف وقلت لها وانا أنظر في عينَيها: “لأنني أحبك. فما عساني القيام به لكي يكون يومك أفضل؟”
“أنا من يتوجب عليه طرح هذا السؤال عليك.”
“يتوجب لكن لا الآن. عليّ ان اتغيّر انا الآن. وهذا مهم جداً بالنسبة الي.”
وضعت رأسها على صدري وقالت: “سامحني على كل الألم الذي تسببت به.”
فقلتُ:”أحبك”
فأجابت: “أحبك”
“فما عساني القيام به لكي يكون يومك أفضل؟”
ابتسمت وقالت: “ربما نمضي بعض الوقت معاً إن أردت.”
“بالطبع أريد.”
تابعتُ في طرح هذا السؤال فترة شهر تقريباً وتغيّرت الأمور. توقفت المشاجرات وبعدها، بدأت كيري تسألني: “ما الذي تحتاجه؟ كيف عساني أكون زوجة أفضل؟”
سقطت الحواجز التي كانت بيننا وبدأنا نتناقش حول الأمور التي نحبها في الحياة والأمور التي تسعدنا. كلا، لم نحل كل المشاكل كما لا يسعني القول أننا لم نتشاجر منذ ذلك الحين إلا ان طبيعة الشجار تغيّرت فهي لم تقلّ وحسب بل فقدت من زخمها السابق وكأننا قطعنا عنها الهواء.
وها اننا نحتفل بعيد زواجنا الثلاثين. لا أحب فقط زوجتي بل أعشقها وأعشق ان اكون معها. أرغب بذلك، احتاجه. تحولت أغلبية اختلافاتنا الى نقاط قوة. تعلمنا الاهتمام ببعضنا البعض والأهم ان في داخلنا رغبة للقيام بذلك.
إن الزواج صعب إلا أن الأبوة والحفاظ على الرشاقة وكتابة الروايات لأمور صعبة أيضاً وهي تستحق كلّ المعاناة. أن يكون لك شريك في الحياة لهدية لا تقدر بثمن! كما وانني تعلمت ان باستطاعة الزواج العمل على أسوء الأمور فينا.
على كل شخص ان يسأل شريكه: ما عساني القيام به لكي يكون يومك أفضل؟ هذا هو الحب. الحب الحقيقي ليس حب الروايات ذات النهايات السعيدة وليس الرغبة بشخص بل الرغبة بأن يكون هذا الشخص سعيداً حتى ولو كان ذلك على حساب سعادتنا. لا يعني الحب الحقيقي ان نجعل الآخر نسخةً طبق الأصل عنا بل تعزيز قدرتنا على القبول والاهتمام والبحث عن رفاه الآخر وتخطي حب الذات.