مجلة عالم المعرفة : صور| عربية متحوّلة جنسيًا تسعى لتلميع الكيان الصهيوني .. شاهد ماذا قالت عن العرب وعن عائلتها؟

صور| عربية متحوّلة جنسيًا تسعى لتلميع الكيان الصهيوني .. شاهد ماذا قالت عن العرب وعن عائلتها؟


يتهم ناشطون فلسطينيون “إسرائيل” في اتخاذ فتاة فلسطينية متحوّلة جنسية وسيلة للترويج لسياسة إسرائيلية “مغلوطة” تدّعي التسامح والتعايش.

وبرأي ناشطين رفضوا التعليق كثيرًا على قضية المتحولة “تالين أبو حنا” بصورة علنية، فإن الفتاة تحمل الكثير من الجوانب التي تريد الحكومة الإسرائيلية الاستثمار فيها، مثل أنها مسيحية تحمل الجنسية الإسرائيلية وكانت على علاقة مع شاب مسلم، إلى جانب أنها فارّة من أهلها، ناهيك عن كونها تدخل مضمار “جميلات التحول الجنسي” بثبات.

الحكومة الإسرائيلية، برأي الناشطين، استغلت “التمزق” الذي تحياه تالين لـ “تلمّع” نفسها، أو لتسوق أنها “متسامحة مع المثليين” في محاولة منها لإخفاء الانتهاكات العسكرية على الأرض.

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” رفضت مجموعات فلسطينية بارزة للمثليين، ومتحولو الجنس التعليق على أنشطة أبوحنا. لكن ناشطين مثليين ومتحولين جنسياً قالوا إنّ الجماعات ترى بأن قرارها لتمثيل إسرائيل في المسابقة على أنه “تلميع”، وهذا يعني بأنّ اسرائيل تسوّق لسمعة متسامحة مع المثليين لتحويل الانتباه عن احتلالها العسكري.

وقالت ليلاش بن ديفيد، وهي ناشطة متحولة جنسياً عمرها (26 عامًا) بأنها “ممزقة”، وأضافت “بالتأكيد سيتم استغلال تالين أبوحنا من قبل الدعاية الإسرائيلية بهدف تبرير جرائمهم النكراء ضد شعب تالين أبوحنا نفسه”، مستدركة “لو كان المجتمع الفلسطيني يقبل بوجود تالين أبوحنا كامرأة متحولة جنسياً، لما اضطرت للذهاب والعمل لدى المؤسسة الاسرائيلية”.


كيف تحول حنا لـ “تالين”؟

تذكر صحيفة “نيويورك تايمز” أصل حكاية تالين بالقول: حين كانت تالين أبوحنا “طفلا ذكرا” في الناصرة، تخلت عن تعلم الكاراتيه والتحقت بالباليه. وحين كانت “مراهقاً”، سرقت ماكياج والدتها وفساتين أختها، وكانت تقوم مع أصدقائها (حين كانوا جميعا ذكور) بتبديل ملابسهم في محطة وقود خارج البلدة، ثم الاحتفال في ناد قريب للمثليين.

قالت أبوحنا- والتي تبلغ من العمر 21 عاماً- في ختام مقابلة حصلت مؤخراً: “كانوا يرون أولاداً يدخلون، ثم نضع ظل العيون “آي شادو”، الشعر المستعار والتنانير والفساتين، ثم نخرج ونقول ‘مرحبا‘”.

وقالت بأنها كانت تفضل أيام المراهقة مظهراً وصفته بأنه “ذوق عربي سيىء” –كحل ثقيل على العيون، كريم أساس وبودرة حمراء للخدود، وانتهاءاً بشعر مستعار رخيص. وبعد العودة للمنزل كان عليها تذكر نزع أظافرها المستعارة واستبدال غطاء الآيفون البراق بآخر من الجلد العادي.

في واحدة من تلك الحفلات، حين كانت أبوحنا في الـ15 من العمر، التقت بامرأة أخبرتها بأنها كانت رجلاً فيما سبق. وسألت أبوحنا أصدقائها ضاحكةً عمّا قالته “تلك المرأة”. وحينها شرح لها أصدقاؤها، ضاحكين أيضاً، ما معنى عملية تغيير الجنس جراحياً.

“كان هذا الشرح بمثابة الوحي” قالت أبو حنا، التي لطالما افترضت بأنها ستعيش حياتها كرجل مخنث مثلي بالكامل. ومن هنا بدأت تفكر “يا إلهي، حقاً؟ هل هذا صحيح؟ هل هناك آخرون مثلي؟ ثم جاءت الفكرة في رأسي، ثم تمسكت بها وكأنها الحبل الذي سينقذني”.

أن تكون مثلياً منفتحاً ثم متحولا جنسياً في المجتمع الفلسطيني لم يكن سهلاً أبداً، فوالد أبو حنا وأغلب أقاربها قاموا بقطع العلاقات معها منذ سنوات، بعد أن فُضحت من قبل ولد كشافة غاضب في فرقتها اكتشف بأنّ أبوحنا تحتفظ بحساب فيسبوك ثاني بجنسها كأنثى.

الفضيحة هزت عائلة أبوحنا. وخوفاً من التعرض للعنف من قبل الأقارب، أعطتها والدتها 100 دولار لتتمكن من الهرب، وهذا ما فعلته –اتجهت أولاً لصديق في حيفا، ثم إلى تل أبيب.

“أمي”، كلمة تزين أحد رسغيها، وشم امتنان لأنّ والدتها ما زالت على اتصال معها.

ترددت في اتخاذ قرار التحول جنسياً، خوفاً من أنها ستخسر عائلتها نهائياً. لكن في أحد الأيام شعرت بأنها ستنفجر. سافرت إلى تايلندا في يناير/كانون الثاني عام 2015 لتبدأ عملية التحول. كتبت لأقاربها، قائلةً بأنها أرادت أن يحبوا المرأة التي فيها.

في أغلب الأمور الأخرى، كانت الحياة لطيفة مع أبوحنا، التي جاء تحولها جنسياً في توقيت فيه قبول اجتماعي أكبر للمتحولين جنسياً. فهي لم تواجه أي عدائية عند استخدام حمامات النساء، وأغلب الناس يستخدمون الألفاظ الصحيحة عند التحدث عنها. وتتلقى راتباً من الحكومة الإسرائيلية، كدعم للمتحولين جنسياً.

صديقها الحالي هو طالب جامعي عربي في الـ24 من العمر. ويعلنان عن علاقتهما على فيسبوك بشكل رسمي، وكانت تبتسم وهي تتنقل بين صورهما على هاتفها الآيفون.

abuhana (3)

تالين.. ملكة جمال “إسرائيل” للمتحولين جنسيا

في فصل الربيع، وبعد سنة من التحول من ذكر إلى أنثى، أصبحت أبو حنا أول ملكة جمال متحولة جنسياً في “إسرائيل”، حيث حصلت على اللقب في مسابقة ملكة جمال إسرائيل للمتحولين جنسياً، ووضع تاج “سواروفسكي” الكريستالي على رأسها، وهو الأمر الذي تقدره جداً: الظهور، لشخصها وللقضية التي تؤمن بها.

وقالت إسرئيلا ليف، وهي ناشطة متحولة جنسياً قامت بتنظيم المسابقة والتقت بـ أبو حنا في مطعم سوشي في أحد المولات: “لقد كانت جميلة جداً، مثيرة للاعجاب”.

والآن، تتطلع الآنسة أبوحنا لمستوى أعلى: مسابقة ملكة جمال المتحولين جنسياً العالمية، ومسابقة نجمة ملكات جمال المتحولين جنسياً العالمية، في برشلونة، إسبانيا، يوم 17 سبتمبر/أيلول.

قالت تالين: “اعتقد بأن الفوز باللقب في برشلونة سيعطي بعض الأمل، كزراعة بذرة أمل” للمتحولين جنسياً الآخرين، “تخيل لأنك ما أنت عليه، عليك ترك عائلتك، منزلك وبلدك –أنا أتحدث عن البلاد العربية”. وهي تخطط لتمثيل إسرائيل في المسابقة “احتراماً لها، لأن الديمقراطية هي ما أعطاني السلام بين روحي وجسدي”.

واعتبرت “نيويورك تايمز” أنّ تالين من المحتمل أن تمثل الوجه الإسرائيلي غير المحلي الأبرز، باعتبارها امرأة عربية متحولة جنسياً تعبر بحرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من بين المسلمين، اليهود والمسيحيين.

وأضافت الصحيفة “حساب الانستغرام الخاص بها يظهر امرأة تتمتع بالأغاني العربية والعبرية معاً. صديقها السابق كان مسلماً –واسمه، محمد، موشوم على رسغها- وهناك مخطوطة ميزوزا يهودية على باب بيتها. وهي من المجتمع الكاثوليكي في إسرائيل، وهي فئة تتبع للأقلية الفلسطينية وتشكل خمس الثمانية ملايين مواطن في البلاد”.

تقول أبوحنا: “أنا عربية. أنا مسيحية. أنا إسرائيلية. كل هذا يرتبط مع بعضه. وسوف أفوز”.

في المقابل، شكل الوصول لبرشلونة معاناة لأبوحنا، والتي اسمها في شهادة الميلاد حنا أبوحنا –وقد أطلقت على نفسها اسم تالين حين تحولت جنسياً. فالرسوم والتكاليف تراكمت سريعاً، ووزير السياحة الإسرائيلي رفض تماماً طلب تمويلها بـ20 ألف دولار. إلا أن وزارة الخارجية كانت أكثر تقبلاً، بالقول بأن الطلب قيد النظر. وحين تم السؤال عن التأخير، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية، إيمانويل ناهشون، -بالنص- على الواتسب: “الأعصاب متوترة والكبرياء يزيد.. حين تتقدم بطلب للمال من الحكومة.. سواء كنت مثلياً، مغايراً أو متحول جنسياً.. فإن الانتظار بصبر ليس ممتعاً دائماً”.

وبعد أيام، قالت وزارة الخارجية بأنها ستتكفل بمصاريف الرحلة كاملة.

رغم ذلك فإن بعض التوترات لا يمكن تجنبها في مجتمع مليء بالصراعات، الأمر الذي كان واضحاً في مناسبة تصوير في تل أبيب.

الآنسة ليف والتي تساعد الآنسة أبوحنا للاستعداد لمسابقة ملكة الجمال المقبلة، ألبستها اللون الأسود ووضعت وشاحاً على رأسها، مما جعلها تبدو بالشكل المثير التقليدي للمرأة المسلمة (وهو الأمر الذي حذرت منه الجماعات الفلسطينية باعتبار الإسرائيليين سيستغلون تالين لأجله)، خافت أبوحنا لكنها اشتركت ببعض لقطات التصوير.

حينها قال أحدهم وأثناء التصوير: “إنه يجعلها تبدو كالعرب”. فنزعت أبوحنا الوشاح عن رأسها وصاحت بالعبرية: “لا أريد الخوض بالسياسة! أريد السلام!”.

في أحد الأيام، قالت الآنسة أبو حنا بأنها تتمنى توجيه الآباء العرب لتقبل أبنائهم المتحولون جنسياً. ثم بدأت بالتحدث عن الموضوع –لكن عند سؤالها عن والدها، صمتت.

بالطبع والدها يحبها، حتى لو قام بقطع علاقته معها، كما قالت. لقد كان “العار” الذي واجهه من المجتمع ما جعله يبتعد.

تضيف تالين بجملة تظهر اعتزازا مضطربا بالنفس “يجب أن يكون والدي فخوراً بي” ناقرةً على الطاولة بأظافرها الطويلة. “والدي هو والد ملكة جمال إسرائيل للمتحولين جنسياً”.

يتهم ناشطون فلسطينيون “إسرائيل” في اتخاذ فتاة فلسطينية متحوّلة جنسية وسيلة للترويج لسياسة إسرائيلية “مغلوطة” تدّعي التسامح والتعايش.

وبرأي ناشطين رفضوا التعليق كثيرًا على قضية المتحولة “تالين أبو حنا” بصورة علنية، فإن الفتاة تحمل الكثير من الجوانب التي تريد الحكومة الإسرائيلية الاستثمار فيها، مثل أنها مسيحية تحمل الجنسية الإسرائيلية وكانت على علاقة مع شاب مسلم، إلى جانب أنها فارّة من أهلها، ناهيك عن كونها تدخل مضمار “جميلات التحول الجنسي” بثبات.

الحكومة الإسرائيلية، برأي الناشطين، استغلت “التمزق” الذي تحياه تالين لـ “تلمّع” نفسها، أو لتسوق أنها “متسامحة مع المثليين” في محاولة منها لإخفاء الانتهاكات العسكرية على الأرض.

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” رفضت مجموعات فلسطينية بارزة للمثليين، ومتحولو الجنس التعليق على أنشطة أبوحنا. لكن ناشطين مثليين ومتحولين جنسياً قالوا إنّ الجماعات ترى بأن قرارها لتمثيل إسرائيل في المسابقة على أنه “تلميع”، وهذا يعني بأنّ اسرائيل تسوّق لسمعة متسامحة مع المثليين لتحويل الانتباه عن احتلالها العسكري.

وقالت ليلاش بن ديفيد، وهي ناشطة متحولة جنسياً عمرها (26 عامًا) بأنها “ممزقة”، وأضافت “بالتأكيد سيتم استغلال تالين أبوحنا من قبل الدعاية الإسرائيلية بهدف تبرير جرائمهم النكراء ضد شعب تالين أبوحنا نفسه”، مستدركة “لو كان المجتمع الفلسطيني يقبل بوجود تالين أبوحنا كامرأة متحولة جنسياً، لما اضطرت للذهاب والعمل لدى المؤسسة الاسرائيلية”.


كيف تحول حنا لـ “تالين”؟

تذكر صحيفة “نيويورك تايمز” أصل حكاية تالين بالقول: حين كانت تالين أبوحنا “طفلا ذكرا” في الناصرة، تخلت عن تعلم الكاراتيه والتحقت بالباليه. وحين كانت “مراهقاً”، سرقت ماكياج والدتها وفساتين أختها، وكانت تقوم مع أصدقائها (حين كانوا جميعا ذكور) بتبديل ملابسهم في محطة وقود خارج البلدة، ثم الاحتفال في ناد قريب للمثليين.

قالت أبوحنا- والتي تبلغ من العمر 21 عاماً- في ختام مقابلة حصلت مؤخراً: “كانوا يرون أولاداً يدخلون، ثم نضع ظل العيون “آي شادو”، الشعر المستعار والتنانير والفساتين، ثم نخرج ونقول ‘مرحبا‘”.

وقالت بأنها كانت تفضل أيام المراهقة مظهراً وصفته بأنه “ذوق عربي سيىء” –كحل ثقيل على العيون، كريم أساس وبودرة حمراء للخدود، وانتهاءاً بشعر مستعار رخيص. وبعد العودة للمنزل كان عليها تذكر نزع أظافرها المستعارة واستبدال غطاء الآيفون البراق بآخر من الجلد العادي.

في واحدة من تلك الحفلات، حين كانت أبوحنا في الـ15 من العمر، التقت بامرأة أخبرتها بأنها كانت رجلاً فيما سبق. وسألت أبوحنا أصدقائها ضاحكةً عمّا قالته “تلك المرأة”. وحينها شرح لها أصدقاؤها، ضاحكين أيضاً، ما معنى عملية تغيير الجنس جراحياً.

“كان هذا الشرح بمثابة الوحي” قالت أبو حنا، التي لطالما افترضت بأنها ستعيش حياتها كرجل مخنث مثلي بالكامل. ومن هنا بدأت تفكر “يا إلهي، حقاً؟ هل هذا صحيح؟ هل هناك آخرون مثلي؟ ثم جاءت الفكرة في رأسي، ثم تمسكت بها وكأنها الحبل الذي سينقذني”.

أن تكون مثلياً منفتحاً ثم متحولا جنسياً في المجتمع الفلسطيني لم يكن سهلاً أبداً، فوالد أبو حنا وأغلب أقاربها قاموا بقطع العلاقات معها منذ سنوات، بعد أن فُضحت من قبل ولد كشافة غاضب في فرقتها اكتشف بأنّ أبوحنا تحتفظ بحساب فيسبوك ثاني بجنسها كأنثى.

الفضيحة هزت عائلة أبوحنا. وخوفاً من التعرض للعنف من قبل الأقارب، أعطتها والدتها 100 دولار لتتمكن من الهرب، وهذا ما فعلته –اتجهت أولاً لصديق في حيفا، ثم إلى تل أبيب.

“أمي”، كلمة تزين أحد رسغيها، وشم امتنان لأنّ والدتها ما زالت على اتصال معها.

ترددت في اتخاذ قرار التحول جنسياً، خوفاً من أنها ستخسر عائلتها نهائياً. لكن في أحد الأيام شعرت بأنها ستنفجر. سافرت إلى تايلندا في يناير/كانون الثاني عام 2015 لتبدأ عملية التحول. كتبت لأقاربها، قائلةً بأنها أرادت أن يحبوا المرأة التي فيها.

في أغلب الأمور الأخرى، كانت الحياة لطيفة مع أبوحنا، التي جاء تحولها جنسياً في توقيت فيه قبول اجتماعي أكبر للمتحولين جنسياً. فهي لم تواجه أي عدائية عند استخدام حمامات النساء، وأغلب الناس يستخدمون الألفاظ الصحيحة عند التحدث عنها. وتتلقى راتباً من الحكومة الإسرائيلية، كدعم للمتحولين جنسياً.

صديقها الحالي هو طالب جامعي عربي في الـ24 من العمر. ويعلنان عن علاقتهما على فيسبوك بشكل رسمي، وكانت تبتسم وهي تتنقل بين صورهما على هاتفها الآيفون.

abuhana (3)

تالين.. ملكة جمال “إسرائيل” للمتحولين جنسيا

في فصل الربيع، وبعد سنة من التحول من ذكر إلى أنثى، أصبحت أبو حنا أول ملكة جمال متحولة جنسياً في “إسرائيل”، حيث حصلت على اللقب في مسابقة ملكة جمال إسرائيل للمتحولين جنسياً، ووضع تاج “سواروفسكي” الكريستالي على رأسها، وهو الأمر الذي تقدره جداً: الظهور، لشخصها وللقضية التي تؤمن بها.

وقالت إسرئيلا ليف، وهي ناشطة متحولة جنسياً قامت بتنظيم المسابقة والتقت بـ أبو حنا في مطعم سوشي في أحد المولات: “لقد كانت جميلة جداً، مثيرة للاعجاب”.

والآن، تتطلع الآنسة أبوحنا لمستوى أعلى: مسابقة ملكة جمال المتحولين جنسياً العالمية، ومسابقة نجمة ملكات جمال المتحولين جنسياً العالمية، في برشلونة، إسبانيا، يوم 17 سبتمبر/أيلول.

قالت تالين: “اعتقد بأن الفوز باللقب في برشلونة سيعطي بعض الأمل، كزراعة بذرة أمل” للمتحولين جنسياً الآخرين، “تخيل لأنك ما أنت عليه، عليك ترك عائلتك، منزلك وبلدك –أنا أتحدث عن البلاد العربية”. وهي تخطط لتمثيل إسرائيل في المسابقة “احتراماً لها، لأن الديمقراطية هي ما أعطاني السلام بين روحي وجسدي”.

واعتبرت “نيويورك تايمز” أنّ تالين من المحتمل أن تمثل الوجه الإسرائيلي غير المحلي الأبرز، باعتبارها امرأة عربية متحولة جنسياً تعبر بحرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من بين المسلمين، اليهود والمسيحيين.

وأضافت الصحيفة “حساب الانستغرام الخاص بها يظهر امرأة تتمتع بالأغاني العربية والعبرية معاً. صديقها السابق كان مسلماً –واسمه، محمد، موشوم على رسغها- وهناك مخطوطة ميزوزا يهودية على باب بيتها. وهي من المجتمع الكاثوليكي في إسرائيل، وهي فئة تتبع للأقلية الفلسطينية وتشكل خمس الثمانية ملايين مواطن في البلاد”.

تقول أبوحنا: “أنا عربية. أنا مسيحية. أنا إسرائيلية. كل هذا يرتبط مع بعضه. وسوف أفوز”.

في المقابل، شكل الوصول لبرشلونة معاناة لأبوحنا، والتي اسمها في شهادة الميلاد حنا أبوحنا –وقد أطلقت على نفسها اسم تالين حين تحولت جنسياً. فالرسوم والتكاليف تراكمت سريعاً، ووزير السياحة الإسرائيلي رفض تماماً طلب تمويلها بـ20 ألف دولار. إلا أن وزارة الخارجية كانت أكثر تقبلاً، بالقول بأن الطلب قيد النظر. وحين تم السؤال عن التأخير، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية، إيمانويل ناهشون، -بالنص- على الواتسب: “الأعصاب متوترة والكبرياء يزيد.. حين تتقدم بطلب للمال من الحكومة.. سواء كنت مثلياً، مغايراً أو متحول جنسياً.. فإن الانتظار بصبر ليس ممتعاً دائماً”.

وبعد أيام، قالت وزارة الخارجية بأنها ستتكفل بمصاريف الرحلة كاملة.

رغم ذلك فإن بعض التوترات لا يمكن تجنبها في مجتمع مليء بالصراعات، الأمر الذي كان واضحاً في مناسبة تصوير في تل أبيب.

الآنسة ليف والتي تساعد الآنسة أبوحنا للاستعداد لمسابقة ملكة الجمال المقبلة، ألبستها اللون الأسود ووضعت وشاحاً على رأسها، مما جعلها تبدو بالشكل المثير التقليدي للمرأة المسلمة (وهو الأمر الذي حذرت منه الجماعات الفلسطينية باعتبار الإسرائيليين سيستغلون تالين لأجله)، خافت أبوحنا لكنها اشتركت ببعض لقطات التصوير.

حينها قال أحدهم وأثناء التصوير: “إنه يجعلها تبدو كالعرب”. فنزعت أبوحنا الوشاح عن رأسها وصاحت بالعبرية: “لا أريد الخوض بالسياسة! أريد السلام!”.

في أحد الأيام، قالت الآنسة أبو حنا بأنها تتمنى توجيه الآباء العرب لتقبل أبنائهم المتحولون جنسياً. ثم بدأت بالتحدث عن الموضوع –لكن عند سؤالها عن والدها، صمتت.

بالطبع والدها يحبها، حتى لو قام بقطع علاقته معها، كما قالت. لقد كان “العار” الذي واجهه من المجتمع ما جعله يبتعد.

تضيف تالين بجملة تظهر اعتزازا مضطربا بالنفس “يجب أن يكون والدي فخوراً بي” ناقرةً على الطاولة بأظافرها الطويلة. “والدي هو والد ملكة جمال إسرائيل للمتحولين جنسياً”.