"إن الشباب في إسرائيل سواء في المعسكرات أو في شوارع تل أبيب يدورون في فلك محدود.. إننا جميعا نخاف أن ننظر إلى بعيد فهذه البلاد التي نعيش فيها غريبة عنا ومحاطة بخصومنا الذين لايرضون عن بقائنا وقد تقطعت الحبال بيننا وبين الماضي، وليس لنا إلا أن نعيش الحاضر بل الساعة التي نحن فيها، ويجب أن نقتطف الملذات من جميع الأشجار المحرمة، وأنت أينما سرت وأينما جلت ببصرك في مختلف مظاهر الحياة هنا وجدت المجتمع الصاخب الغارق في الفساد إلى أذنيه".. هكذا وصفت المؤلفة الإسرائيلية ياعيل دايان نجلة موشي ديان مجتمعها الإسرائيلي في كتابها "وجه المرآة"..
إسرائيل.. كيان يبدو من الظاهر قوياً وعتيداً، حتى إن أغلب الأنظمة العربية إن لم تكن جميعها تخشاه، ويظهر ذلك في فشل جميع المحاولات للإعتراف بالدولة الفلسطينية وكذلك استمرار احتلال هضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية، وما يفرضه بنو صهيون من تضييق على سكان قطاع غزة وغيرها من الممارسات التي لا يحرك لها العرب ساكنا.
لقد نجحت إسرائيل في تصدير صورة "البعبع المخيف" لترهب جيرانها، لكن من يقرأ ويتقصى الحقائق ويتعمق في الداخل الإسرائيلي ويطلع على التناقضات والمشاكل الداخلية يدرك ضعف هذا المجتمع وفراغه من الداخل بل وكم كبير من الصراعات والمشكلات والفساد والشذوذ.
ما بين التصدع القومي والتصدع الديني والطائفي والطبقي، تتشكل عوامل انهيار دولة إسرائيل في المستقبل، أو على أقل تقدير دخولها في دوامات الصراع الداخلي.
فهناك اﻟﺘﺼّﺪع اﻟﻘﻮﻣﻲ ﺑﻴﻦ اﻷكثرﻳﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ واﻷﻗﻠﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، واﻟﺘﺼﺪع اﻟﺪﻳﻨﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮد اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ وﺑﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮد اﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻴﻦ، وكذلك اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮد اﻷﺷﻜﻨﺎز ﻣﻦ أﺻﻞ أوروﺑﻲ وأﻣﺮﻳﻜﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ هﻢ ﻣﻦ أﺻﻞ ﺁﺳﻴﻮي وإﻓﺮﻳﻘﻲ، وأيضا اﻟﺘﺼﺪع اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﻤﻴﻦ اﻟﺼﻘﺮي واﻟﻴﺴﺎر اﻟﺤﻤﺎﺋﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، ﻣﺜﻞ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺎت أوﺳﻠﻮ، وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻀﻔﺔ وﻗﻄﺎع ﻏﺰة، ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ هضبة اﻟﺠﻮﻻن، وأخيرا اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﻄﺒﻘﻲ - اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ- اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﻴﻦ اﻷﻏﻨﻴﺎء واﻟﻔﻘﺮاء، اﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ واﻷﻗﻞ ﺛﻘﺎﻓﺔ، ﺳﻜﺎن اﻟﺒﻠﺪات اﻟﻐﻨﻴﺔ وﺑﻠﺪات اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ.
هذه اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻟﺨﻤﺴﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﺘﻨﺎﻓﺮ واﻟﺨﻼﻓﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ، وﺗﻤﺲ ﺑﺘﻜﺘﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ، ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ اﻷﻓﺮاد أن ﻳﻨﺘﻤﻮا ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻟﻤﺘﻌﺪدة، أي أن اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺗﺼﺪع ﻣﻌﻴﻦ ﻗﺪ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻷﺧﺮى، ﻣﺜﻼ: اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ-اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ- اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻗﺪ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻻﺧﺘﻼف ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻮاﻗﻒ: هل هم ﺻﻘﺮﻳﻮن أم ﺣﻤﺎﺋﻤﻴﻮن ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، ﻣﺘﺪﻳﻨﻮن أم ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻋﺮب أم ﻳﻬﻮد ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻘﻮﻣﻲ، واﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻮن اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﺪﻳﻨﻲ، وآﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا أﺻﺤﺎب ﻣﻮاﻗﻒ ﻳﻤﻴﻨﻴﺔ أو ﻳﺴﺎرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪّع اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ – اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، أو أن ﻳﻜﻮﻧﻮا أﺷﻜﻨﺎزًا أو ﺷﺮﻗﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ.
وفي كتاب "أن نكون مواطنين في إسرائيل" الذي ألفته الإسرائيلية حانا أدان يقول: "هذا اﻟﻮﺿﻊ ﻳﺴﻤﻰ ﻋﺎدة اﻟﺘﺼﺪّﻋﺎت اﻟﻤﺘﻘﺎﻃﻌﺔ، وﻣﻊ ذﻟﻚ هناك ﺗﻼؤم ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت، ﻋﻨﺪ وﺟﻮد ﺗﻼؤم ﺑﻴﻦ اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ - اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻄﺒﻘﻲ، أو ﻋﻨﺪ وﺟﻮد ﺗﻼؤم ﺑﻴﻦ اﻷﺻﻞ اﻟﻘﻮﻣﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ- اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻄﺒﻘﻲ، ﻓﻬﻨﺎ ﺗﺘﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺗﺼﺪّﻋﺎت ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ، اﻟﺘﺼﺪّﻋﺎت اﻟﻤﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ﻗﺪ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺪة اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، أﻣﺎ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻟﻤﺘﻘﻄﻌﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻘﻠﻞ ﺣﺪة اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ".
"وجه المرآة".. الفتاة الإسرائيلية تستطيع العيش مع أربعة رجال ومعاشرة عشرين
تناولت دايان في كتابها بشيء من التفصيل واقع التجمع الاستيطاني الغارق في الفساد والانحطاط حتى أذنيه، وتشير إلى أطفال المستعمرات وهم الأطفال اللقطاء الذين يترعرعون في بيوت خاصة على نفقة الحكومة بعد أن تخلى آباؤهم وأمهاتهم عنهم.
فالفتاة الإسرائيلية كما تقول دايان بوقاحة لا مثيل لها: "تستطيع أن تعيش مع أربعة وأن تعاشر عشرين، ولا يجوز أن يتشاجر اثنان من أجلها.. نحن نعيش اشتراكية كاملة مطلقة".. هذا ليس بجديد فالصهاينة سلكوا منذ فجر التاريخ مسلك الرذيلة للوصول إلى المراكز الحساسة في معظم دول العالم، وكانوا يتقربون إلى أصحاب السلطة بالمال والكذب والخديعة، ولذلك لا عجب من وجود الفساد والانحلال والجريمة تنتشر في هذا المجتمع الإرهابي الاستيطاني انتشار النار في الهشيم خصوصا أنه يوجد في الكيان الصهيوني اليوم الكثير من الحركات الفكرية الصهيونية الحديثة التي ابتدعها ـالأشكنيازـ وهي تنادي بالانحلال والرذيلة والتخلي عن القيم الإنسانية والضوابط الأخلاقية في الحياة الاجتماعية داخل إسرائيل وخارجها ومن أشهر تلك الحركات ـاليهودية الإصلاحيةـ واليهودية المحافظةـ والتي تبيح الشذوذ الأخلاقي بل وأكثر من ذلك، فهي تبيح ترسيم الشواذ ومن كلا الجنسين.
إسرائيل.. كيان يبدو من الظاهر قوياً وعتيداً، حتى إن أغلب الأنظمة العربية إن لم تكن جميعها تخشاه، ويظهر ذلك في فشل جميع المحاولات للإعتراف بالدولة الفلسطينية وكذلك استمرار احتلال هضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية، وما يفرضه بنو صهيون من تضييق على سكان قطاع غزة وغيرها من الممارسات التي لا يحرك لها العرب ساكنا.
لقد نجحت إسرائيل في تصدير صورة "البعبع المخيف" لترهب جيرانها، لكن من يقرأ ويتقصى الحقائق ويتعمق في الداخل الإسرائيلي ويطلع على التناقضات والمشاكل الداخلية يدرك ضعف هذا المجتمع وفراغه من الداخل بل وكم كبير من الصراعات والمشكلات والفساد والشذوذ.
ما بين التصدع القومي والتصدع الديني والطائفي والطبقي، تتشكل عوامل انهيار دولة إسرائيل في المستقبل، أو على أقل تقدير دخولها في دوامات الصراع الداخلي.
فهناك اﻟﺘﺼّﺪع اﻟﻘﻮﻣﻲ ﺑﻴﻦ اﻷكثرﻳﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ واﻷﻗﻠﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، واﻟﺘﺼﺪع اﻟﺪﻳﻨﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮد اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ وﺑﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮد اﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻴﻦ، وكذلك اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮد اﻷﺷﻜﻨﺎز ﻣﻦ أﺻﻞ أوروﺑﻲ وأﻣﺮﻳﻜﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ هﻢ ﻣﻦ أﺻﻞ ﺁﺳﻴﻮي وإﻓﺮﻳﻘﻲ، وأيضا اﻟﺘﺼﺪع اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﻤﻴﻦ اﻟﺼﻘﺮي واﻟﻴﺴﺎر اﻟﺤﻤﺎﺋﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، ﻣﺜﻞ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺎت أوﺳﻠﻮ، وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻀﻔﺔ وﻗﻄﺎع ﻏﺰة، ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ هضبة اﻟﺠﻮﻻن، وأخيرا اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﻄﺒﻘﻲ - اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ- اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﻴﻦ اﻷﻏﻨﻴﺎء واﻟﻔﻘﺮاء، اﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ واﻷﻗﻞ ﺛﻘﺎﻓﺔ، ﺳﻜﺎن اﻟﺒﻠﺪات اﻟﻐﻨﻴﺔ وﺑﻠﺪات اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ.
هذه اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻟﺨﻤﺴﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﺘﻨﺎﻓﺮ واﻟﺨﻼﻓﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ، وﺗﻤﺲ ﺑﺘﻜﺘﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ، ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ اﻷﻓﺮاد أن ﻳﻨﺘﻤﻮا ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻟﻤﺘﻌﺪدة، أي أن اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺗﺼﺪع ﻣﻌﻴﻦ ﻗﺪ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻷﺧﺮى، ﻣﺜﻼ: اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ-اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ- اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻗﺪ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻻﺧﺘﻼف ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻮاﻗﻒ: هل هم ﺻﻘﺮﻳﻮن أم ﺣﻤﺎﺋﻤﻴﻮن ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، ﻣﺘﺪﻳﻨﻮن أم ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻋﺮب أم ﻳﻬﻮد ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻘﻮﻣﻲ، واﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻮن اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﺪﻳﻨﻲ، وآﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا أﺻﺤﺎب ﻣﻮاﻗﻒ ﻳﻤﻴﻨﻴﺔ أو ﻳﺴﺎرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪّع اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ – اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، أو أن ﻳﻜﻮﻧﻮا أﺷﻜﻨﺎزًا أو ﺷﺮﻗﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ.
وفي كتاب "أن نكون مواطنين في إسرائيل" الذي ألفته الإسرائيلية حانا أدان يقول: "هذا اﻟﻮﺿﻊ ﻳﺴﻤﻰ ﻋﺎدة اﻟﺘﺼﺪّﻋﺎت اﻟﻤﺘﻘﺎﻃﻌﺔ، وﻣﻊ ذﻟﻚ هناك ﺗﻼؤم ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت، ﻋﻨﺪ وﺟﻮد ﺗﻼؤم ﺑﻴﻦ اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ - اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻄﺒﻘﻲ، أو ﻋﻨﺪ وﺟﻮد ﺗﻼؤم ﺑﻴﻦ اﻷﺻﻞ اﻟﻘﻮﻣﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ- اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻄﺒﻘﻲ، ﻓﻬﻨﺎ ﺗﺘﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺗﺼﺪّﻋﺎت ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ، اﻟﺘﺼﺪّﻋﺎت اﻟﻤﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ﻗﺪ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺪة اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، أﻣﺎ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻟﻤﺘﻘﻄﻌﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻘﻠﻞ ﺣﺪة اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ".
"وجه المرآة".. الفتاة الإسرائيلية تستطيع العيش مع أربعة رجال ومعاشرة عشرين
تناولت دايان في كتابها بشيء من التفصيل واقع التجمع الاستيطاني الغارق في الفساد والانحطاط حتى أذنيه، وتشير إلى أطفال المستعمرات وهم الأطفال اللقطاء الذين يترعرعون في بيوت خاصة على نفقة الحكومة بعد أن تخلى آباؤهم وأمهاتهم عنهم.
فالفتاة الإسرائيلية كما تقول دايان بوقاحة لا مثيل لها: "تستطيع أن تعيش مع أربعة وأن تعاشر عشرين، ولا يجوز أن يتشاجر اثنان من أجلها.. نحن نعيش اشتراكية كاملة مطلقة".. هذا ليس بجديد فالصهاينة سلكوا منذ فجر التاريخ مسلك الرذيلة للوصول إلى المراكز الحساسة في معظم دول العالم، وكانوا يتقربون إلى أصحاب السلطة بالمال والكذب والخديعة، ولذلك لا عجب من وجود الفساد والانحلال والجريمة تنتشر في هذا المجتمع الإرهابي الاستيطاني انتشار النار في الهشيم خصوصا أنه يوجد في الكيان الصهيوني اليوم الكثير من الحركات الفكرية الصهيونية الحديثة التي ابتدعها ـالأشكنيازـ وهي تنادي بالانحلال والرذيلة والتخلي عن القيم الإنسانية والضوابط الأخلاقية في الحياة الاجتماعية داخل إسرائيل وخارجها ومن أشهر تلك الحركات ـاليهودية الإصلاحيةـ واليهودية المحافظةـ والتي تبيح الشذوذ الأخلاقي بل وأكثر من ذلك، فهي تبيح ترسيم الشواذ ومن كلا الجنسين.
"إن الشباب في إسرائيل سواء في المعسكرات أو في شوارع تل أبيب يدورون في فلك محدود.. إننا جميعا نخاف أن ننظر إلى بعيد فهذه البلاد التي نعيش فيها غريبة عنا ومحاطة بخصومنا الذين لايرضون عن بقائنا وقد تقطعت الحبال بيننا وبين الماضي، وليس لنا إلا أن نعيش الحاضر بل الساعة التي نحن فيها، ويجب أن نقتطف الملذات من جميع الأشجار المحرمة، وأنت أينما سرت وأينما جلت ببصرك في مختلف مظاهر الحياة هنا وجدت المجتمع الصاخب الغارق في الفساد إلى أذنيه".. هكذا وصفت المؤلفة الإسرائيلية ياعيل دايان نجلة موشي ديان مجتمعها الإسرائيلي في كتابها "وجه المرآة"..
إسرائيل.. كيان يبدو من الظاهر قوياً وعتيداً، حتى إن أغلب الأنظمة العربية إن لم تكن جميعها تخشاه، ويظهر ذلك في فشل جميع المحاولات للإعتراف بالدولة الفلسطينية وكذلك استمرار احتلال هضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية، وما يفرضه بنو صهيون من تضييق على سكان قطاع غزة وغيرها من الممارسات التي لا يحرك لها العرب ساكنا.
لقد نجحت إسرائيل في تصدير صورة "البعبع المخيف" لترهب جيرانها، لكن من يقرأ ويتقصى الحقائق ويتعمق في الداخل الإسرائيلي ويطلع على التناقضات والمشاكل الداخلية يدرك ضعف هذا المجتمع وفراغه من الداخل بل وكم كبير من الصراعات والمشكلات والفساد والشذوذ.
ما بين التصدع القومي والتصدع الديني والطائفي والطبقي، تتشكل عوامل انهيار دولة إسرائيل في المستقبل، أو على أقل تقدير دخولها في دوامات الصراع الداخلي.
فهناك اﻟﺘﺼّﺪع اﻟﻘﻮﻣﻲ ﺑﻴﻦ اﻷكثرﻳﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ واﻷﻗﻠﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، واﻟﺘﺼﺪع اﻟﺪﻳﻨﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮد اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ وﺑﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮد اﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻴﻦ، وكذلك اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮد اﻷﺷﻜﻨﺎز ﻣﻦ أﺻﻞ أوروﺑﻲ وأﻣﺮﻳﻜﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ هﻢ ﻣﻦ أﺻﻞ ﺁﺳﻴﻮي وإﻓﺮﻳﻘﻲ، وأيضا اﻟﺘﺼﺪع اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﻤﻴﻦ اﻟﺼﻘﺮي واﻟﻴﺴﺎر اﻟﺤﻤﺎﺋﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، ﻣﺜﻞ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺎت أوﺳﻠﻮ، وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻀﻔﺔ وﻗﻄﺎع ﻏﺰة، ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ هضبة اﻟﺠﻮﻻن، وأخيرا اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﻄﺒﻘﻲ - اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ- اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﻴﻦ اﻷﻏﻨﻴﺎء واﻟﻔﻘﺮاء، اﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ واﻷﻗﻞ ﺛﻘﺎﻓﺔ، ﺳﻜﺎن اﻟﺒﻠﺪات اﻟﻐﻨﻴﺔ وﺑﻠﺪات اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ.
هذه اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻟﺨﻤﺴﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﺘﻨﺎﻓﺮ واﻟﺨﻼﻓﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ، وﺗﻤﺲ ﺑﺘﻜﺘﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ، ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ اﻷﻓﺮاد أن ﻳﻨﺘﻤﻮا ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻟﻤﺘﻌﺪدة، أي أن اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺗﺼﺪع ﻣﻌﻴﻦ ﻗﺪ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻷﺧﺮى، ﻣﺜﻼ: اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ-اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ- اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻗﺪ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻻﺧﺘﻼف ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻮاﻗﻒ: هل هم ﺻﻘﺮﻳﻮن أم ﺣﻤﺎﺋﻤﻴﻮن ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، ﻣﺘﺪﻳﻨﻮن أم ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻋﺮب أم ﻳﻬﻮد ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻘﻮﻣﻲ، واﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻮن اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﺪﻳﻨﻲ، وآﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا أﺻﺤﺎب ﻣﻮاﻗﻒ ﻳﻤﻴﻨﻴﺔ أو ﻳﺴﺎرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪّع اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ – اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، أو أن ﻳﻜﻮﻧﻮا أﺷﻜﻨﺎزًا أو ﺷﺮﻗﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ.
وفي كتاب "أن نكون مواطنين في إسرائيل" الذي ألفته الإسرائيلية حانا أدان يقول: "هذا اﻟﻮﺿﻊ ﻳﺴﻤﻰ ﻋﺎدة اﻟﺘﺼﺪّﻋﺎت اﻟﻤﺘﻘﺎﻃﻌﺔ، وﻣﻊ ذﻟﻚ هناك ﺗﻼؤم ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت، ﻋﻨﺪ وﺟﻮد ﺗﻼؤم ﺑﻴﻦ اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ - اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻄﺒﻘﻲ، أو ﻋﻨﺪ وﺟﻮد ﺗﻼؤم ﺑﻴﻦ اﻷﺻﻞ اﻟﻘﻮﻣﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ- اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻄﺒﻘﻲ، ﻓﻬﻨﺎ ﺗﺘﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺗﺼﺪّﻋﺎت ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ، اﻟﺘﺼﺪّﻋﺎت اﻟﻤﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ﻗﺪ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺪة اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، أﻣﺎ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻟﻤﺘﻘﻄﻌﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻘﻠﻞ ﺣﺪة اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ".
"وجه المرآة".. الفتاة الإسرائيلية تستطيع العيش مع أربعة رجال ومعاشرة عشرين
تناولت دايان في كتابها بشيء من التفصيل واقع التجمع الاستيطاني الغارق في الفساد والانحطاط حتى أذنيه، وتشير إلى أطفال المستعمرات وهم الأطفال اللقطاء الذين يترعرعون في بيوت خاصة على نفقة الحكومة بعد أن تخلى آباؤهم وأمهاتهم عنهم.
فالفتاة الإسرائيلية كما تقول دايان بوقاحة لا مثيل لها: "تستطيع أن تعيش مع أربعة وأن تعاشر عشرين، ولا يجوز أن يتشاجر اثنان من أجلها.. نحن نعيش اشتراكية كاملة مطلقة".. هذا ليس بجديد فالصهاينة سلكوا منذ فجر التاريخ مسلك الرذيلة للوصول إلى المراكز الحساسة في معظم دول العالم، وكانوا يتقربون إلى أصحاب السلطة بالمال والكذب والخديعة، ولذلك لا عجب من وجود الفساد والانحلال والجريمة تنتشر في هذا المجتمع الإرهابي الاستيطاني انتشار النار في الهشيم خصوصا أنه يوجد في الكيان الصهيوني اليوم الكثير من الحركات الفكرية الصهيونية الحديثة التي ابتدعها ـالأشكنيازـ وهي تنادي بالانحلال والرذيلة والتخلي عن القيم الإنسانية والضوابط الأخلاقية في الحياة الاجتماعية داخل إسرائيل وخارجها ومن أشهر تلك الحركات ـاليهودية الإصلاحيةـ واليهودية المحافظةـ والتي تبيح الشذوذ الأخلاقي بل وأكثر من ذلك، فهي تبيح ترسيم الشواذ ومن كلا الجنسين.
إسرائيل.. كيان يبدو من الظاهر قوياً وعتيداً، حتى إن أغلب الأنظمة العربية إن لم تكن جميعها تخشاه، ويظهر ذلك في فشل جميع المحاولات للإعتراف بالدولة الفلسطينية وكذلك استمرار احتلال هضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية، وما يفرضه بنو صهيون من تضييق على سكان قطاع غزة وغيرها من الممارسات التي لا يحرك لها العرب ساكنا.
لقد نجحت إسرائيل في تصدير صورة "البعبع المخيف" لترهب جيرانها، لكن من يقرأ ويتقصى الحقائق ويتعمق في الداخل الإسرائيلي ويطلع على التناقضات والمشاكل الداخلية يدرك ضعف هذا المجتمع وفراغه من الداخل بل وكم كبير من الصراعات والمشكلات والفساد والشذوذ.
ما بين التصدع القومي والتصدع الديني والطائفي والطبقي، تتشكل عوامل انهيار دولة إسرائيل في المستقبل، أو على أقل تقدير دخولها في دوامات الصراع الداخلي.
فهناك اﻟﺘﺼّﺪع اﻟﻘﻮﻣﻲ ﺑﻴﻦ اﻷكثرﻳﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ واﻷﻗﻠﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، واﻟﺘﺼﺪع اﻟﺪﻳﻨﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮد اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ وﺑﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮد اﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻴﻦ، وكذلك اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮد اﻷﺷﻜﻨﺎز ﻣﻦ أﺻﻞ أوروﺑﻲ وأﻣﺮﻳﻜﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ هﻢ ﻣﻦ أﺻﻞ ﺁﺳﻴﻮي وإﻓﺮﻳﻘﻲ، وأيضا اﻟﺘﺼﺪع اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﻤﻴﻦ اﻟﺼﻘﺮي واﻟﻴﺴﺎر اﻟﺤﻤﺎﺋﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، ﻣﺜﻞ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺎت أوﺳﻠﻮ، وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻀﻔﺔ وﻗﻄﺎع ﻏﺰة، ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ هضبة اﻟﺠﻮﻻن، وأخيرا اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﻄﺒﻘﻲ - اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ- اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﻴﻦ اﻷﻏﻨﻴﺎء واﻟﻔﻘﺮاء، اﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ واﻷﻗﻞ ﺛﻘﺎﻓﺔ، ﺳﻜﺎن اﻟﺒﻠﺪات اﻟﻐﻨﻴﺔ وﺑﻠﺪات اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ.
هذه اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻟﺨﻤﺴﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﺘﻨﺎﻓﺮ واﻟﺨﻼﻓﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ، وﺗﻤﺲ ﺑﺘﻜﺘﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ، ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ اﻷﻓﺮاد أن ﻳﻨﺘﻤﻮا ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻟﻤﺘﻌﺪدة، أي أن اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺗﺼﺪع ﻣﻌﻴﻦ ﻗﺪ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻷﺧﺮى، ﻣﺜﻼ: اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ-اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ- اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻗﺪ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻻﺧﺘﻼف ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻮاﻗﻒ: هل هم ﺻﻘﺮﻳﻮن أم ﺣﻤﺎﺋﻤﻴﻮن ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، ﻣﺘﺪﻳﻨﻮن أم ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻋﺮب أم ﻳﻬﻮد ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻘﻮﻣﻲ، واﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻮن اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﺪﻳﻨﻲ، وآﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا أﺻﺤﺎب ﻣﻮاﻗﻒ ﻳﻤﻴﻨﻴﺔ أو ﻳﺴﺎرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪّع اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ – اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، أو أن ﻳﻜﻮﻧﻮا أﺷﻜﻨﺎزًا أو ﺷﺮﻗﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ.
وفي كتاب "أن نكون مواطنين في إسرائيل" الذي ألفته الإسرائيلية حانا أدان يقول: "هذا اﻟﻮﺿﻊ ﻳﺴﻤﻰ ﻋﺎدة اﻟﺘﺼﺪّﻋﺎت اﻟﻤﺘﻘﺎﻃﻌﺔ، وﻣﻊ ذﻟﻚ هناك ﺗﻼؤم ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت، ﻋﻨﺪ وﺟﻮد ﺗﻼؤم ﺑﻴﻦ اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ - اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻄﺒﻘﻲ، أو ﻋﻨﺪ وﺟﻮد ﺗﻼؤم ﺑﻴﻦ اﻷﺻﻞ اﻟﻘﻮﻣﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ- اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻄﺒﻘﻲ، ﻓﻬﻨﺎ ﺗﺘﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺗﺼﺪّﻋﺎت ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ، اﻟﺘﺼﺪّﻋﺎت اﻟﻤﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ﻗﺪ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺪة اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، أﻣﺎ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻟﻤﺘﻘﻄﻌﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻘﻠﻞ ﺣﺪة اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ".
"وجه المرآة".. الفتاة الإسرائيلية تستطيع العيش مع أربعة رجال ومعاشرة عشرين
تناولت دايان في كتابها بشيء من التفصيل واقع التجمع الاستيطاني الغارق في الفساد والانحطاط حتى أذنيه، وتشير إلى أطفال المستعمرات وهم الأطفال اللقطاء الذين يترعرعون في بيوت خاصة على نفقة الحكومة بعد أن تخلى آباؤهم وأمهاتهم عنهم.
فالفتاة الإسرائيلية كما تقول دايان بوقاحة لا مثيل لها: "تستطيع أن تعيش مع أربعة وأن تعاشر عشرين، ولا يجوز أن يتشاجر اثنان من أجلها.. نحن نعيش اشتراكية كاملة مطلقة".. هذا ليس بجديد فالصهاينة سلكوا منذ فجر التاريخ مسلك الرذيلة للوصول إلى المراكز الحساسة في معظم دول العالم، وكانوا يتقربون إلى أصحاب السلطة بالمال والكذب والخديعة، ولذلك لا عجب من وجود الفساد والانحلال والجريمة تنتشر في هذا المجتمع الإرهابي الاستيطاني انتشار النار في الهشيم خصوصا أنه يوجد في الكيان الصهيوني اليوم الكثير من الحركات الفكرية الصهيونية الحديثة التي ابتدعها ـالأشكنيازـ وهي تنادي بالانحلال والرذيلة والتخلي عن القيم الإنسانية والضوابط الأخلاقية في الحياة الاجتماعية داخل إسرائيل وخارجها ومن أشهر تلك الحركات ـاليهودية الإصلاحيةـ واليهودية المحافظةـ والتي تبيح الشذوذ الأخلاقي بل وأكثر من ذلك، فهي تبيح ترسيم الشواذ ومن كلا الجنسين.