مجلة عالم المعرفة : هل تعلم كيف تستطيع التأثير فى الآخرون ؟؟

هل تعلم كيف تستطيع التأثير فى الآخرون ؟؟


التأثیر في البشر
تحدثنا في العدد الماضي عن التعامل مع الناس وبینا أھمیتھ
القصوى في عملیة الإدارة والقیادة. وقلنا أیضاً أن إجادة التعامل ھذه
تحتاج إلى مھارات مختلفة، وشرحنا أولى ھذه المھارات وھي مھارة
الفھم والاتصال. وسنتحدث الیوم بإذن لله عن المھارة الثانیة وھي
مھارة التأثیر التي تتحقق عبر التالي:
التحریك العاطفي: إذا سلمنا بأن القیادة ھي فن إدارة الناس
وتوجیھھم نحو الھدف. یصبح من المھم التأثیر في الناس لتحریكھم
نحو الھدف المراد تحقیقھ. وتعتبر العاطفة ھي صمام أمان العلاقات
مع الآخرین، ویستلزم تحریكھا معرفة القائد بالطبیعة الإنسانیة وفھم
الحاجات والاحتیاجات. ومن المھم تحریك العاطفة وقت الأزمات
بالذات.
الاھتمام بالإنسان: الاھتمام بالكائن البشري من أكثر الأمور تأثیراً
في القلوب، ونحن نرید مجتمعاً یحمل كل معاني الإنسانیة فیھ، مجتمعاً
یحترم الإنسان ویحترم إنسانیتھ. وھذا النبي علیھ الصلاة والسلام یھتم
حتى بالطفل في أحشاء أمھ عندما جاءت الغامدیة إلیھ تطلب إقامة الحد
علیھا، فأعرض عنھا صلى لله علیھ وسلم حتى قالت لھ: ولله إني
لحبلى من الزنا. فقال لھا: أما الآن لا، فاذھبي حتى تلدي. فجاءت
بالطفل عندما ولدت فقال لھا صلى لله علیھ وسلم: اذھبي حتى تفطمیھ.
فجاءت بھ وفي یده كسرة خبز. أخرجھ مسلم. وھذا عمر بن عبد
العزیز یبین للناس أھمیة وضرورة الاھتمام بالفقراء والعمال وعامة
الناس عندما طلب منھ أن یدفع بعض المال لكسوة الكعبة الشریفة
فقال: إني أرى أن أجعل ھذا المال في أكباد جائعة فإنھا أولى من
الكعبة. إلى ھذا الحد كرم الإسلام الإنسان.
الإقناع: ھو أن تحث الآخرین على فھم وجھة نظرك وتقبلھا. ومن
ثمة تأییدك فیما تحاول نقلھ إلیھم من معلومات. وقد تنقل إلیھم حقائق
أو وقائع، وقد تبین لھم نتائج وتأكیدات حقیقیة عن طریق إعطائھم أدلة
مادیة وحجج وبراھین دون أن تتعامل معھم بفوقیة واستعلاء.
الوفاء: كلمة الوفاء التي نسیتھا الكثیر من المؤسسات الیوم سواء
منھا المھنیة أو الخیریة، فإنك تجد العاملین في مؤسسة ما وقد أفنوا
زھرة شبابھم في رفع شأن مؤسستھم ونجاحھا، تجد المؤسسة تمارس
علیھم الضغوط المتوالیة لتقدیم استقالتھم في نھایة المطاف، وإذا
كرمتھم المؤسسة بعد الاستقالة فلا تتجاوز شھادة تكریم رخیصة!!
وقد أكرم النبي علیھ الصلاة والسلام عجوزاً وقال: إنھا كانت تغشانا
في أیام خدیجة، وإن حسن العھد من الإیمان. رواه الحاكم. ونحن على
قناعة تامة بأن المشاكل الإداریة التي نعاني منھا الیوم بحاجة إلى
بعض الوفاء والمعاني الإنسانیة. ومعاني الوفاء لا تحتاج إلى تمثیل،
فھي خلق أصیل یدل على نفس عالیة وسمو في الأخلاق تظھر وقت
الشدائد. وقال الشافعي: الحر من راعى وداد لحظة، أو انتمى لمن
أفاده لفظھ.
سحر الألفة: كثیراً ما تمر على الإنسان أزمات نفسیة، فیحتاج لمن
یفضي لھ آلامھ وأناتھ، فیشعر من ذلك بالارتیاح الممزوج بسحر
الألفة. وھذا الخلیفة المأمون ینشده ندیمھ مخارق قول أبي العتاھیة:
وإني لمحتاج إلى ظل صاحب یروق ویصفو إن كدرت علیھ
فقال مخارق: فقال لي أعد، فأعدت سبع مرات. فقال لي: یا مخارق
خذ مني الخلافة وأعطني ھذا الصاحب.

من كتاب : التعامل مع البشر للدكتور طارق سويدان


التأثیر في البشر
تحدثنا في العدد الماضي عن التعامل مع الناس وبینا أھمیتھ
القصوى في عملیة الإدارة والقیادة. وقلنا أیضاً أن إجادة التعامل ھذه
تحتاج إلى مھارات مختلفة، وشرحنا أولى ھذه المھارات وھي مھارة
الفھم والاتصال. وسنتحدث الیوم بإذن لله عن المھارة الثانیة وھي
مھارة التأثیر التي تتحقق عبر التالي:
التحریك العاطفي: إذا سلمنا بأن القیادة ھي فن إدارة الناس
وتوجیھھم نحو الھدف. یصبح من المھم التأثیر في الناس لتحریكھم
نحو الھدف المراد تحقیقھ. وتعتبر العاطفة ھي صمام أمان العلاقات
مع الآخرین، ویستلزم تحریكھا معرفة القائد بالطبیعة الإنسانیة وفھم
الحاجات والاحتیاجات. ومن المھم تحریك العاطفة وقت الأزمات
بالذات.
الاھتمام بالإنسان: الاھتمام بالكائن البشري من أكثر الأمور تأثیراً
في القلوب، ونحن نرید مجتمعاً یحمل كل معاني الإنسانیة فیھ، مجتمعاً
یحترم الإنسان ویحترم إنسانیتھ. وھذا النبي علیھ الصلاة والسلام یھتم
حتى بالطفل في أحشاء أمھ عندما جاءت الغامدیة إلیھ تطلب إقامة الحد
علیھا، فأعرض عنھا صلى لله علیھ وسلم حتى قالت لھ: ولله إني
لحبلى من الزنا. فقال لھا: أما الآن لا، فاذھبي حتى تلدي. فجاءت
بالطفل عندما ولدت فقال لھا صلى لله علیھ وسلم: اذھبي حتى تفطمیھ.
فجاءت بھ وفي یده كسرة خبز. أخرجھ مسلم. وھذا عمر بن عبد
العزیز یبین للناس أھمیة وضرورة الاھتمام بالفقراء والعمال وعامة
الناس عندما طلب منھ أن یدفع بعض المال لكسوة الكعبة الشریفة
فقال: إني أرى أن أجعل ھذا المال في أكباد جائعة فإنھا أولى من
الكعبة. إلى ھذا الحد كرم الإسلام الإنسان.
الإقناع: ھو أن تحث الآخرین على فھم وجھة نظرك وتقبلھا. ومن
ثمة تأییدك فیما تحاول نقلھ إلیھم من معلومات. وقد تنقل إلیھم حقائق
أو وقائع، وقد تبین لھم نتائج وتأكیدات حقیقیة عن طریق إعطائھم أدلة
مادیة وحجج وبراھین دون أن تتعامل معھم بفوقیة واستعلاء.
الوفاء: كلمة الوفاء التي نسیتھا الكثیر من المؤسسات الیوم سواء
منھا المھنیة أو الخیریة، فإنك تجد العاملین في مؤسسة ما وقد أفنوا
زھرة شبابھم في رفع شأن مؤسستھم ونجاحھا، تجد المؤسسة تمارس
علیھم الضغوط المتوالیة لتقدیم استقالتھم في نھایة المطاف، وإذا
كرمتھم المؤسسة بعد الاستقالة فلا تتجاوز شھادة تكریم رخیصة!!
وقد أكرم النبي علیھ الصلاة والسلام عجوزاً وقال: إنھا كانت تغشانا
في أیام خدیجة، وإن حسن العھد من الإیمان. رواه الحاكم. ونحن على
قناعة تامة بأن المشاكل الإداریة التي نعاني منھا الیوم بحاجة إلى
بعض الوفاء والمعاني الإنسانیة. ومعاني الوفاء لا تحتاج إلى تمثیل،
فھي خلق أصیل یدل على نفس عالیة وسمو في الأخلاق تظھر وقت
الشدائد. وقال الشافعي: الحر من راعى وداد لحظة، أو انتمى لمن
أفاده لفظھ.
سحر الألفة: كثیراً ما تمر على الإنسان أزمات نفسیة، فیحتاج لمن
یفضي لھ آلامھ وأناتھ، فیشعر من ذلك بالارتیاح الممزوج بسحر
الألفة. وھذا الخلیفة المأمون ینشده ندیمھ مخارق قول أبي العتاھیة:
وإني لمحتاج إلى ظل صاحب یروق ویصفو إن كدرت علیھ
فقال مخارق: فقال لي أعد، فأعدت سبع مرات. فقال لي: یا مخارق
خذ مني الخلافة وأعطني ھذا الصاحب.

من كتاب : التعامل مع البشر للدكتور طارق سويدان